توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوزير الذى نجا

  مصر اليوم -

الوزير الذى نجا

بقلم - سليمان جودة

عندما وقعت أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ كانت ميدانًا للمزايدة والمتاجرة بلا حد، وكان لذلك ضحايا كثيرون من الوزراء والمسؤولين.

وكان المفروض أن يكون الدكتور مختار خطاب في المقدمة منهم، لا لشىء، إلا لأنه أولًا كان عضوًا في حكومة عاطف عبيد، التي لم تكن ذات سمعة سياسية جيدة لدى الرأى العام، بسبب موضوع الخصخصة على وجه التحديد، ولأنه ثانيًا كان وزيرًا لقطاع الأعمال العام المسؤولة عن ملف الخصخصة، بكل ما شاع بين المصريين عن هذا الملف، وبكل ما تراكم عنه بين الناس من انطباعات.

ولم يقصر أصحاب البلاغات الكيدية في الإبلاغ عن خطاب بشكل خاص، وتلقت أجهزة التحقيق بلاغًا، واثنين، وعشرة، وأكثر!.. وكلها كانت تتهمه.. وكانت المفارقة أنه لم يذهب إلى الحبس، ولا جرى استدعاؤه للتحقيق أصلًا!.

وكان هناك سببان، أولهما أنه آمن طوال سنواته الخمس في الوزارة بأن نقل الشركات العامة إلى الملكية الخاصة يجب أن يكون في إطار الشركات الخاسرة وحدها، فلم يتم بيع شركة رابحة في أيامه إلا الشركات التي كانت إجراءات بيعها قد بدأت قبل مجيئه إلى الوزارة.. وعندما دخل مكتبه وزيرًا تسلم ١٠٨ شركات خاسرة، ولكنه سلمها للوزير القادم من بعده ٥٤، وأصلح ٥٤ فأصبحت شركات رابحة.

وكان السبب الثانى أنه لسبب لا يعلمه، بدأ أثناء وجوده على كرسى الوزير في رصد تفاصيل عملية الخصخصة بشكل كامل، فكلف فريقًا بذلك تحت إشرافه، وكانت الحصيلة ٢٢٠ مجلدًا صدرت بالفعل، وجرى توزيعها على مختلف أجهزة الدولة، وفيها تم التوثيق لكل شركة خضعت للخصخصة منذ بدء برنامج الإصلاح الاقتصادى في ١٩٩١ عندما كان عاطف صدقى على رأس الحكومة.

التقى خطاب ذات مرة بالدكتور يوسف والى بعد خروجه من الحبس، فهمس والى في أذنه قائلًا: هل تعرف لماذا لم تذهب للسجن؟ وقبل أن يجيب كان يوسف والى قد قال: لأنك وثقت لكل شىء في المجلدات إياها.

والأهم أنه كان إذا وجد نفسه مضطرًا إلى بيع شركة من الشركات الخاسرة، اشترط على الشارى أن يحتفظ بالعمالة، وألا يغير نشاط الشركة، وأن يلتزم بتوريد باقى سعر الأرض للخزانة العامة إذا استغل الأرض في غير أغراض النشاط الصناعى.

هناك أمور ومبادئ مستقرة في عملية الخصخصة، وهى أمور ومبادئ لا بد أن تظل واضحة طوال الوقت، ومما قرأته في كتاب «تشابه أسماء» للدكتور مختار، أظن أن تجربته مع الخصخصة تحديدًا في حاجة إلى دراسة، لأنه لا دليل على التزامه فيها إلا موقفه القانونى القوى في مرحلة ما بعد ٢٥ يناير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوزير الذى نجا الوزير الذى نجا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon