بقلم - سليمان جودة
فى حفل إفطار دعا إليه الدكتور زاهى حواس فى رمضان، فهمت من الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، أنه يقف مع ما كنت قد كتبته فى هذا المكان، عن ضرورة أن ننتظر حتى يكتمل إنشاء المتحف الكبير، لنفتتحه مرةً واحدة، فلا يكون افتتاحه على مراحل، كما قال أكثر من مسؤول منذ بداية هذا العام.!
وفهمت من الدكتور العنانى أنه يحاول إقناع الدولة بأن يكون الافتتاح مرة واحدة، لا على مرات، لأن ذلك أفضل على كل مستوى، وسمعت منه أن التزامات مُعينة على الحكومة، هى التى ربما تجعلها.. فى تقديره.. تفكر فى افتتاح المرحلة الأولى آخر هذه السنة.!
وقد دعوته إلى أن يظل يحاول، وألا ييأس.. وقد وعد بألا ييأس.!
ومنذ بداية السنة كانت هناك تصريحات لاتتوقف عن تجهيز جزء من المتحف لافتتاحه فى سبتمبر المقبل، أو فى ديسمبر على أقصى تقدير، وكانت الفكرة مزعجة لكثيرين، وكان الفنان فاروق حسنى على رأس المنزعجين بشدة من الافتتاح الجزئى، وقد نقلت عنه رأيه فى هذا المكان بوضوح كامل، وكان تقديره أن الافتتاح من هذا النوع سوف يُفقد المتحف رونقه تماماً، وسوف يجعله يولد ميتاً، وسوف يجعل العالم لا يشعر به، ولا بحجمه، ولا بقيمته الحقيقية.. كما حدث مع متحف الحضارة ذات يوم.. وكان حسنى لا يقول بذلك فقط، ولكنه كان ولا يزال يملك تصوراً متكاملاً لإحياء منطقة الهرم المحيطة بالمتحف بالكامل!.
وقد نقلت عنه أيضاً بعض الخطوط العامة لهذا التصور، وكل ما أرجوه أن تطلب منه الدولة تصوره، وأن تبدأ فى الأخذ به دون تأخر، لأنه يخلق من المنطقة مكاناً للجذب السياحى الثقافى الشامل.. ولا مصلحة للرجل فى شىء سوى أن يرى المتحف الذى وُلد على يديه، يخرج إلى الدنيا فى أبهى الصور، وسوى أن يجعل الافتتاح ضمن خطة أعم، لبعث الحياة سياحياً بالذات، فى منطقة بكاملها، وليس فى حدود المتحف وفقط.!
ويبدو أن هناك مَنْ وضع ما يخص المتحف أمام الرئيس بأمانة، ويبدو أن هناك مَنْ لفت انتباه رأس الدولة إلى خطأ الافتتاح الجزئى للمشروع الضخم.. ونحن نشكر مَنْ فعل ذلك على كل حال.. ونشكر الرئيس قبل ذلك لأنه دعا إلى اجتماع صباح الثلاثاء الماضى طلب فيه، كما قالت صحف اليوم التالى، تجهيز المتحف الكبير للافتتاح الكلى فى ٢٠٢٠، ليكون افتتاحاً وقتها، ليس للمتحف وحده، ولكن له مع متحف الحضارة مع منطقة عين الصيرة، مع مشروعات ذات طابع ثقافى أخرى كثيرة!.
شكراً للسيد الرئيس الذى أعاد الأمور إلى مُربعها الصحيح!.
نقلًا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع