توقيت القاهرة المحلي 19:35:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفكة فى شرم!

  مصر اليوم -

الفكة فى شرم

سليمان جودة

لا أعرف حقيقة الانطباع الذى عاد به البرلمانيون العرب إلى بلادهم، بعد أن رأوا بأعينهم كيف أن الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، قد راح يهيل التراب فى شرم على اللغة العربية، وينطقها بمستوى محزن حقاً.. لا أعرف.

ولكن المؤكد أن كل واحد فيهم قد عاد إلى بلده ولسان حاله يقول إن مستوى رئيس برلمان مصر، فى لغة وطنه، يبدو نشازاً للغاية فى بلد الأزهر، ومجمع اللغة العربية، ودار العلوم معاً!

أما المصريون الذين تابعوا احتفالية شرم، بمرور 150 عاماً على بدء الحياة البرلمانية فى بلدنا، فلابد أنهم قد انشغلوا بأمر آخر، ولابد أنهم قد تساءلوا، ولا يزالون يتساءلون، على حساب من بالضبط سافر الذين سافروا وعادوا؟!.. هل سافر كل نائب ثم عاد من جيبه، أم فعل ذلك من جيب كل مواطن يبحث عن كيلو سكر فى بيته فلا يجده؟!

التحية واجبة طبعاً لنواب مجموعة 25- 30 الذين صمموا على أن يدفعوا تكاليف مشاركتهم فى الاحتفالية، فكانوا بحق نموذجا فى الحرص على المال العام.

أما أن ننظم احتفالية بلا قيمة، من نوع ما حدث، فى وقت نقول فيه للناس إن البلد فى أزمة، وإن الدولار شح فى الأسواق، وإن التقشف فى الإنفاق العام أمر واجب، فهو فى الحقيقة ضحك على الذقون، وهو يدل على أن الكلام الموجه للمواطنين البؤساء شىء بينما الفعل شىء آخر تماماً!

إننى أفهم أن ننظم احتفالية فى العيد الفضى، أو الذهبى، أو الماسى لبدء حياتنا البرلمانية، وأفهم أن ننظم احتفالية فى ذكرى مرور مائة عام، أو مائتين، أو ثلاثمائة سنة... أفهم ذلك، ويفهمه غيرى بالضرورة، وندعو إليه، ونشجعه، ونسانده.. ولكن أن نختلق مناسبة من لا مناسبة، وأن يكون الاحتفال بمرور 150 عاما، وأن يكون الاحتفال بحجم البهرجة التى رأيناها، وتابعناها، فليس له معنى إلا أننا لا نجد شيئاً جاداً نفعله، وأن فكرة وقف الإنفاق العام على الضرورات، والضرورات وحدها، غائبة تماماً، وأن المال العام مستباح إلى حدود مذهلة، وأننا فى حاجة إلى أن نراجع بنود إنفاقه جذرياً، وألا يجرى إنفاق جنيه واحد منه إلا فى مكانه الصحيح!

يتحدث الرئيس فى موضوع الفكة فيصادف حديثة صدى طيباً لدى كل مواطن محب لبلده، ثم تأتى احتفالية من نوعية احتفالية شرم فتبدد كل أثر لحديث الرئيس!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفكة فى شرم الفكة فى شرم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon