توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استثمار «أبوالنور»!

  مصر اليوم -

استثمار «أبوالنور»

بقلم سليمان جودة

كان المهندس سيد مرعى وزيراً للزراعة، وحين تركها جاء اللواء عبدالمحسن أبوالنور وزيراً فى مكانه، فقرر عقد اجتماع مع قيادات الوزارة، ليرى ماذا عليه أن يفعل خلال فترة وجوده فيها!

فى أثناء الاجتماع انبرى واحد من القيادات، وراح يخاطب «أبوالنور» فى دهشة ويقول: أين درست الزراعة يا افندم؟!

ولم يكن الرجل قد درس الزراعة فى أى مكان، ولا كانت له بها أى علاقة، لأنه كان ضابطاً فى الأساس، وكان من رفاق عبدالناصر فى تنظيم الضباط الأحرار!

ولم يتوقف هزل الحكاية عند هذا الحد، لأن قيادى وزارة الزراعة نفسه قد عاد يتطلع فى وجه الوزير الجديد، فى دهشة أكثر، ثم يقول: يا افندم أنت تتكلم فى أمور الزراعة كأنك درستها فى جامعة أكسفورد!

ولم يعرف عبدالمحسن أبوالنور بماذا يرد على نفاق رخيص من طراز ما سمع، فالتفت إلى الرجل المنافق وقال مبتسماً: لا.. أبداً.. دى الحكاية كلها ذوق ونباهة!

وإذا كان هذا ما قاله مجرد واحد من بين آخرين، كانوا قد جلسوا بين يدى وزير يدخل الوزارة لأول مرة ليصارحوه لا لينافقوه، فلا أحد يعرف ماذا قال هؤلاء الآخرون، وإلى أى مدى بالضبط وصل منسوب النفاق فى الجلسة كلها؟!

ولكن الذى أعرفه أنى فى اللحظة الأولى التى طالعت فيها تشكيل المجلس الأعلى للاستثمار، الذى صدر به قرار جمهورى الثلاثاء الماضى، قد وضعت يدى على قلبى، وخشيت أن يحدث مع الرئيس فى أول اجتماع للمجلس، ثم فى كل اجتماعاته، ما حدث بالضبط مع الوزير أبوالنور، وربما يحدث ما هو أشد!

ربما يحدث ما هو أشد لأن التشكيلات السابقة للمجلس كانت تضم أصحاب أعمال من السعودية، ومن الإمارات، ومن الكويت، ومن دول الخليج عموماً، فإذا به هذه المرة يخلو تماماً منهم.

ربما يحدث مع الرئيس ما هو أشد، من ألوان النفاق التى سمعها أبوالنور، ليس لأنى أطعن فى أحد ممن ضمهم القرار الجمهورى.

ففى التشكيل مسؤولون ووزراء محترمون، كما أن فيه جهات محترمة جرى تمثيلها، غير أن القرار خلا بالكامل من أى اسم لأى صاحب أعمال مصرى يستطيع أن يصارح الرئيس، إذا اجتمع بهم، بما لن يستطيع قطعاً أن يصارحه به أحد ممن سماهم القرار الجمهورى!

قد يرد واحد ويقول: إن جهاز المخابرات عضو فى التشكيل الجديد، وكذلك الرقابة الإدارية، وإلى جوارهما اتحاد الصناعات، واتحاد جمعيات المستثمرين.. وسوف أقول: على رأسى من فوق!.. غير أن هذه كلها جهات رسمية، أو شبه رسمية، ولن تستطيع لعوامل كثيرة أن تقول للرئيس ما يجب أن يسمعه!

إذا كان يراد للأعلى للاستثمار أن يؤدى دوراً حقيقياً، وأن ينجح حقاً، وأن ينجز مهمته المنتظرة فعلاً، فليس أقل من أن تُضاف إلى تشكيلته ثلاثة أو أربعة أسماء من أصحاب الأعمال، ذوى الرأى الحر، الذين لا يتقيدون بشىء، وعندها سوف يسمع الرئيس فى شأن الاستثمار «ما يجب» أن يسمعه، لصالحه هو، ولصالح البلد كله، وليس «ما يحب» أن يسمعه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استثمار «أبوالنور» استثمار «أبوالنور»



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon