توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نظرية فى تل أبيب

  مصر اليوم -

نظرية فى تل أبيب

بقلم - سليمان جودة

مصادر القوة الإسرائيلية في أي حرب خاضتها إسرائيل مع العرب تظل ثلاثة: أولها الاحتياطى الذي تستدعيه إلى الجيش سريعًا، وثانيها جهاز مخابراتها، سواء الحربية أو العامة، وثالثها السياج الذي تحيط به نفسها في مواجهة الخطر.

أما الاحتياطى، فلا تستدعيه بالطبع إلا إذا استشعرت ما لا تستشعره في الأحوال الطبيعية، وفى حالة عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها كتائب القسام عليها صباح أمس الأول، نجحت القسام في تفويت فرصة استدعاء الاحتياطى عليها، بعد أن عطلت قرون استشعار الدولة العبرية، واستفادت الكتائب التي تمثل الجناح العسكرى لحركة حماس، والتى يقودها محمد الضيف من الدرس الباقى لحرب أكتوبر بالأساس
في هذا الشأن.

وأما السياج المحيط بها، فكان خط بارليف الذي لم ينفعها في شىء وقت حرب أكتوبر ١٩٧٣، ثم كان سياجها في حالتها الراهنة هو القبة الحديدية.. وهذه القبة هي نظام دفاع جوى قادر على التصدى للصواريخ المهاجمة، ومع ذلك، فإن خمسة آلاف صاروخ غافلت القبة وانطلقت تعربد في أنحاء إسرائيل في وقت واحد.

وأما المخابرات الحربية بالذات، فمن الواضح أن مديرها سوف يلحق بإيلى زعيرا، الذي قادها في الفترة السابقة على نصر أكتوبر العظيم وفى أثناء تحقيق النصر.. فعندما انعقدت جلسات لجنة أجرانات الشهيرة في تل أبيب للتحقيق في أسباب الهزيمة، كان زعيرا المسؤول رقم الواحد الذي كان عليه أن يقف أمامها، وعندها لم يستطع إخفاء مسؤوليته عما وقع، ولا استطاع أن يدارى عجزه عن قراءة ما كان حوله على الضفة الغربية لقناة السويس، حيث كان الجيش المصرى يرابط وقتها.

ومن الطريف أن لجنة أجرانات انتهت بعد سماع كلام زعيرا، إلى أن على إسرائيل وهى تراقب ما حولها أن تتبنى نظرية اسمها «العكس هو الصحيح».. وكان القصد أن عليها ألا تستكين إلى ما تراه على الجبهات المحيطة بها، وأن تفترض دائمًا أن عكس ما تتابعه هو الصحيح!.. لكن حتى هذه النظرية لم تنفعها في شىء، وبدا وكأنها نظرية قد تقادم بها العهد، بعد أن طال عليها الأمد وتراكم فوقها الزمن.

وإذا كانت ممارسات نتنياهو القمعية مع الفلسطينيين منذ أن تسلم الحكومة في ديسمبر ٢٠٢٢، سببًا أساسيًا في إطلاق عملية طوفان الأقصى على بلاده، فليس من المتوقع أن تتبدل سياساته بعد توقف العملية، لأن ما يمارسه منذ أن صار على رأس الحكومة طبع متأصل فيه وفى شخصيته، وليس من السهل أن يتغلب الطبع على التطبع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرية فى تل أبيب نظرية فى تل أبيب



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon