توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى غاية السذاجة!

  مصر اليوم -

فى غاية السذاجة

بقلم سليمان جودة

هل تذكرون موضوع السكر الذى ملأ الدنيا وشغل الناس، ثم تراجع وانسحب؟!

جاءت معركة الجنيه مع الدولار لتغطى على كل شىء سواها، ثم جاءت معارك المصريين مع بعضهم البعض، بعد رفع أسعار البنزين، والبوتاجاز، والسولار، لتدفع بقضية السكر، رغم أهميتها، إلى طى النسيان!

وكنت قد نسيت الموضوع، مثل أى مصرى ينشغل بما هو أهم، إلى أن تلقيت رسالة من الدكتورة منى الجرف، رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الاحتكار، لتوقظ القضية عندى من جديد، وتجعلنى أفكِّر فيها بشكل مختلف!

وسوف نرى بعد أن نطالع موجز رسالة الدكتورة منى أن السكر مع البنزين مع البوتاجاز مع السولار مع الجنيه مع الدولار، كلها قصة واحدة!

ذلك أن جهاز حماية المنافسة اكتشف، عندما راح يتقصى أسباب ارتفاع أسعار السكر، أن وراء ارتفاعات أسعاره ثلاثة أسباب، أولها أن الأسعار عالمياً تحركت لأعلى، ولأننا نستورد جزءاً من استهلاكنا منه، كان من الطبيعى فى تقدير الجهاز أن يرتفع سعره عندنا.. والسبب الثانى أن طول شبكة توزيع إنتاجنا المحلى وتعقدها بامتداد الجمهورية قد أتاح الفرصة للوسطاء ليلعبوا ويتلاعبوا.. والثالث أن ثقافة المستهلك المصرى قد دفعته لأن يتكالب على شراء السكر مرة، ويغالى فى الطلب عليه مرة أخرى، بما ساهم بالتالى فى رفع السعر!

والخلاصة.. أن احتكاراً من أى نوع لم يقع فى أثناء الأزمة، وإنما هذه الأسباب الثلاثة دون غيرها هى السبب!

والحقيقة أن الأسباب الثلاثة، مع وجاهتها، ليست هى فى ظنى السبب الحقيقى وراء ما عاناه المصريون لأسابيع، دون أن يفهموا ماذا بالضبط يجرى فى البلد!

ليست الأسباب الثلاثة هى السبب الحقيقى، لأننا ننتج 77٪ من استهلاكنا من السكر، بما يعنى أن ما نستورده منه أقل من ربع استهلاك المواطن من هذه السلعة، وبما يعنى فى الوقت ذاته أن رفع سعر كيلو سكر البطاقات جنيهين مرة واحدة، وبقرار معلن من وزير التموين، كان هو الهدف منذ بدء أزمة أراها مصنوعة من أولها لآخرها.. وإلا فكيف نرفع السعر بنسبة 40٪ بحجة ارتفاع الأسعار عالمياً، فى الوقت الذى يعرف فيه الكافة، ويعرف فيه جهاز منع الاحتكار أن ما نستورده لا يتجاوز 23٪ من إجمالى ما نستهلكه!

باختصار.. أحاطت الدولة مواطنيها بالأسوأ فى ملف الدولار، وفى ملف السكر، ثم رفعت يدها، فهبط الحال من الأسوأ للسيئ، فإذا ما كان على أى مواطن أن يختار بينهما، فسوف يختار الثانى مرغماً، لأنه لا بديل آخر أمامه!

السذّج وحدهم هم الذين يصدقون أن جشع التجار كان وراء ارتفاع سعر السكر، أو أن السوق السوداء كانت وراء تصاعد سعر الدولار!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى غاية السذاجة فى غاية السذاجة



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon