بقلم : سليمان جودة
توقف الكلام عن خفافيش الصين وعن علاقتها بنشر فيروس كورونا، ولم يتوقف أحد أمام تصريح أدلى به تيدروس أدهانوم، مدير منظمة الصحة العالمية، مع بدء ظهور الفيروس فى إيران!.
قال إنه يشعر بقلق كبير، لأن كورونا يظهر فى مناطق لا علاقة لها بالصين، ويصاب به أشخاص لم يختلطوا بأى شخص مصاب!.. وقد تمنيت لو أن مدير الصحة العالمية قد شرح كلامه أكثر!.
تمنيت ذلك، لأنه فى حديثه كان يحوم حول ما يهمس بها كثيرون عما إذا كان الفيروس طبيعيًا، أم أن تصنيعًا له قد جرى فى المعامل والمختبرات؟!.
يدعم التساؤل الحائر أن البلاد الثلاث الأساسية التى انطلق منها الفيروس أو انتشر فيها بشكل لافت هى الصين، وهى كوريا الجنوبية، وهى إيران!.. فالصين تتنافس مع الولايات المتحدة الأمريكية على الاقتصاد الأول عالميًا، بعد أن قفز الاقتصاد الصينى إلى المرتبة الثانية منذ سنوات، وبعد أن كان على موعد فى ٢٠٣٠ ليتقدم إلى المرتبة الأولى متجاوزًا الاقتصاد الأمريكى!.. فهل جاء كورونا ليعطل مسيرته نحو هذا الهدف ويؤخرها طويلًا؟!.. هذا هو السؤال.. فتداعيات الفيروس على الاقتصاد الصينى تقول إن الخسائر فادحة، وإن تعويضها لن يكون سهلًا، وإن الأمد الزمنى المطلوب للتعويض طويل!.
وعندما فاز فيلم «طفيلى» الكورى الجنوبى بأربع جوائز أوسكار قبل أيام، راح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يسخر من فوزه ويتساءل علنًا ويقول: كيف تمنحون الكوريين الجنوبيين هذا المجد الفنى بينما بلادهم تفعل معنا كذا وكذا؟!.
ورغم أن المؤشرات تقول إن واشنطن لا تعادى طهران فى الحقيقة، وإنها تستخدم إيران فزّاعة فى الخليج خصوصًا، وفى المنطقة عمومًا طول الوقت، إلا أن هذا لا ينفى وجود معركة من نوع ما بين العاصمتين.. وقد تجلت هذه المعركة فى صدور تعليمات مباشرة من ترامب بقتل قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس الإيرانى، فى الثالث من يناير!.
ولست أعتمد فيما أقوله هنا على ما صدر قبل يومين عن حسين سلامى، قائد الحرس الثورى الإيرانى، وحديثه عن أن بلاده تواجه حربًا بيولوجية من الولايات المتحدة.. إن الحرس الثورى طرفٌ مع أمريكا فى مواجهة ممتدة، وبالتالى فشهادة قائده مجروحة.. ولكن ما يهمنى فى الموضوع كله هو كلام مدير الصحة العالمية، لأن العبارة التى صدرت عنه كانت غامضة بأكثر من اللازم، ولأنه قالها ثم اختفى ولم يرجع إليها!.
كورونا يقال عنه الشىء ونقيضه فى اليوم الواحد، وهذا ما يجعلك أمام قضية تبدو وكأن الغرض من ورائها هو اللعب بأعصاب هذا العالم.. واللعب باقتصاده بالتوازى.. وبالأدق اقتصادات محددة على الخريطة!.