توقيت القاهرة المحلي 03:56:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روبوت فى المطار

  مصر اليوم -

روبوت فى المطار

بقلم: سليمان جودة

فى استراحة مطار جدة رأيت الروبوت يحمل زجاجات الماء ويطوف بها بين الحاضرين، وتابعته وهو يتجول من ركن إلى آخر فى أرجاء الاستراحة، وكأنه يعرف طريقه جيدا فلا يخطئه أبدا، وهو يقطع خطواته فى هدوء.. وكان الذين يشاهدونه للمرة الأولى يتابعونه فى دهشة وربما فى ذهول، لأنهم لم يتوقعوا أن يأتى يوم يمر فيه عليهم الروبوت بما يحبون!.

ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى أراه يتحرك بين الناس، لكنها المرة الأولى التى أنتبه فيها إلى أن هذا الروبوت الذى لا يتوقف عن الحركة، قد حل فى محل إنسان كان يقوم بالمهمة ذاتها إلى وقت قريب!.. ففى مطارات أخرى لايزال فى إمكانك أن ترى عمالا من لحم ومن دم يحملون زجاجات الماء ويدورون بها بين الركاب.

وفى مناسبة قريبة كنت مع آخرين فى مكان مجهز بالتكنولوجيا العالية، وكانت الروبوتات الحديثة من بين تجهيزاته، وكان كل واحد منا إذا أراد شيئا يشربه، فإنه لا يفعل شيئا سوى أن يضغط على زر أمامه بما يريده، ولم يكن وقت طويل يمضى حتى يجد صاحب الطلب أن جهاز الروبوت قد أقبل من بعيد وهو يتهادى ويحمل إليه ما يطلبه.. وتحول الأمر يومها إلى فُرجة بيننا أكثر منه أى شىء آخر!.

والكلام لا يهدأ من فترة عن الذكاء الاصطناعى، ولا عن عواقب عدم وضع قيود على عمليات تطويره المتواصلة، لأن عمليات التطوير التى لا تتوقف يمكن أن تذهب إلى حد الإضرار الحقيقى بالعالم.. وهناك مَنْ يرى أن العواقب يمكن أن تتسبب فى كوارث لا مجرد أضرار محدودة هنا أو هناك.

وإذا كان الروبوت شكلا من أشكال الذكاء الاصطناعى، فما أتوقف عنده هنا ليس الأضرار ولا الكوارث التى يمكن أن تؤدى إليها عمليات التطوير غير المحسوبة، لكنى أتكلم عن الوظائف التى يزاحم فيها الروبوت أبناء الإنسان.

وهكذا أصبحت المشكلة مع الروبوت مشكلتين: واحدة جديدة تتعلق بالتطوير غير المحسوب فى المجال، وما يمكن أن يجرنا إليه، وأخرى قديمة تتصل بالوظائف التى يخصمها الروبوت من بين قائمة من الوظائف كانت متاحة للناس.

تأملت الروبوت وهو يروح ويجىء فى المطار ولا يصطدم بشىء وهو يشق طريقه، وتساءلت عن المدى الذى يمكن أن يذهب إليه وهو يزاحم الإنسان وينافسه؟!.

وربما يأتى يوم يصبح فيه حالنا مع الروبوت أقرب ما يكون إلى حال الرجل الذى عاش يعلم واحدا من تلاميذه أصول الرماية.. وعندما انقلب عليه تلميذه وقف نادما يقول: فلما اشتد ساعده رمانى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبوت فى المطار روبوت فى المطار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon