توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ورقة من أبوظبي

  مصر اليوم -

ورقة من أبوظبي

بقلم - سليمان جودة

القرار الذى اتخذته شركة بترول أبوظبى الوطنية «أدنوك» سوف يكون له صداه العملى القوى فى إسرائيل، وسوف يجعل تل أبيب تفيق، وسوف يجعلها تدرك أنها إذا كانت قد تصورت أن اتفاقيات السلام الإبراهيمى شيك على بياض فهى مخطئة لا شك.

أما قرار أدنوك فهو تعليق عقد استحواذها على حصة من شركة الغاز الإسرائيلية بقيمة ٢ مليار دولار.. ولأن شركة بى بى البريطانية تشارك «أدنوك» التوجه نحو هذا الاستحواذ منذ البداية، فلا بد أن قرار التعليق مشترك بينهما، ولا بد أنه قد حظى بالتوافق المسبق على مستوى الشركتين.

ورغم أن عواصم عربية متعددة اتخذت إجراءات ضد إسرائيل منذ بدء حربها على قطاع غزة فى ٧ أكتوبر، ورغم أن الإجراءات تنوعت بين السياسى وغير السياسى، فإن قرار شركة بترول أبوظبى الوطنية يظل مختلفًا، وهو مختلف لأنه يخاطب حكومة التطرف فى الدولة العبرية باللغة التى تفهمها.. يخاطبها بلغة الأرقام، والدولار، والاقتصاد فى العموم.. ويكفى أن نعرف أن سهم شركة نيوميد الإسرائيلية للطاقة انخفض بنسبة ٨ ٪؜ بمجرد الإعلان عن تعليق العقد.

إسرائيل كانت قد وقّعت اتفاقيات السلام الإبراهيمى مع أربع عواصم عربية فى ٢٠٢٠، وكانت أبوظبى واحدة من العواصم الأربع، ورغم أن الاتفاقيات تتحدث عن السلام فى عنوانها، لا عن الاقتصاد، فإن أساسها كان اقتصاديًّا، ولكن هذا الأساس كان يقترن بضرورة أن تتزامن العلاقة الاقتصادية بين إسرائيل والدول الأربع بالسعى الجاد نحو حل عادل ونهائى للقضية فى فلسطين.

ومن سياق الأحداث على طول الفترة من توقيع الاتفاقيات إلى يوم تعليق العقد الإماراتى، كانت إسرائيل تتطلع إلى الجانب الاقتصادى فى الاتفاقية الموقّعة مع العاصمة الإماراتية، وكانت تغض البصر عن جانبها السياسى المتعلق بشكل مباشر بقضية فلسطين، وكان هذا مما لا يريح الإخوة فى الإمارات، ولكنهم كانوا يراهنون على أن حكومة التطرف يمكن أن تنتبه فى النهاية.

فلما لم يحدث شىء من ذلك على طول الفترة من ٧ أكتوبر إلى اليوم، كان لا بد من شىء يجعلها تنتبه، وكان تعليق عقد المليارى دولار هو هذا الشىء الذى يقرع الجرس على أسماعها.. وكان المعنى أن حربها على غزة لن تمر دون ثمن مدفوع.

والأمل أن تكون الورقة الاقتصادية بالذات هى الورقة التى تلعب بها كل عاصمة عربية مع إسرائيل فى مرحلة ما بعد تعليق العقد الإماراتى.. فهذه الورقة على وجه التحديد هى التى تؤثر، وهى التى توجع، وهى التى تجعل تل أبيب توقف حرب الإبادة التى تشنها منذ خمسة أشهر على المدنيين والنساء والأطفال فى القطاع.. هذه ورقة مفعولها لا يخيب، وإذا كانت الحرب على القطاع قد ضربت اقتصاد إسرائيل فى أكثر من مقتل، فمفعول اللعب بالورقة الاقتصادية معها سيكون مضروبًا بالتأكيد فى اثنين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورقة من أبوظبي ورقة من أبوظبي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon