توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طفل على مائدة!

  مصر اليوم -

طفل على مائدة

بقلم : سليمان جودة

أتذكر الآن صورة جرى التقاطها لوزير الخارجية الأمريكى الأسبق جون كيرى، في أثناء توقيع اتفاقية المناخ في العاصمة الفرنسية باريس، وكان ذلك في السنة الأخيرة من سنوات باراك أوباما في البيت الأبيض!

الصورة كانت غير مسبوقة في تاريخ توقيع الاتفاقيات على مستوى وزراء الخارجية في العالم.. ففيها كان كيرى يضع توقيعه على الاتفاقية بإحدى يديه، وكان يمسك باليد الأخرى طفلًا من بين أحفاده، كان قد جاء به وأجلسه عن يساره فوق المائدة!

وكانت الصورة بمثابة الرمز في سياقها أكثر منها أي شىء آخر، وكان الرمز فيها أن قضية البيئة عمومًا لم تعد نوعًا من الترف، وكان وجود الطفل الصغير على مائدة التوقيع إشارة كافية جدًا، إلى أن القضية هي قضية مستقبل بالنسبة لكل جيل قادم، وأن حضور حفيد وزير الخارجية الأمريكى في عمق الصورة يدل على هذا المعنى ويؤكده!.. وقد عاشت إدارة أوباما شهورًا بعدها ترى في توقيع الاتفاقية إنجازًا لها، لابد من وضعه في رصيدها، ولا بد من التذكير به على الدوام!

ولكن.. من سوء حظها، ومن سوء حظ العالم معها، أن الذي جاء إلى البيت الأبيض لاحقًا كان رجلًا اسمه دونالد ترامب.. فهو رجل لا يبالى كثيرًا بالقضية التي من أجلها تم توقيع الاتفاقية الشهيرة، رغم أنها قضية تتصل بصحة كل إنسان في العالم، بصرف النظر عن دين هذا الإنسان، أو لونه، أو جنسيته، أو أي شىء آخر.. إنها تتطلع إليه باعتباره إنسانًا وفقط!

وكان أول شىء قام به ترامب بمجرد بدء ممارسة مهامه في مكتبه، أنه أعلن انسحاب بلاده من الاتفاقية، رغم أن بلاده نفسها في مقدمة الدول التي تضر أنشطتها الصناعية بصحة الإنسان على وجه الأرض، ورغم أن وجود الولايات المتحدة الأمريكية بالذات خارج الاتفاقية، يمثل تهديدًا كبيرًا لصحة كل بنى آدم على مستوى كافة الدول، ومن بينها بل في مقدمتها الدولة التي يجلس ترامب على قمتها!

ولكنه لم يهتم.. تمامًا كما أعلن وقف دفع حصة بلاده في ميزانية اليونسكو، التي توجد في باريس أيضًا، والتى لا اهتمام لها سوى بقضايا التربية، والعلوم، والثقافة، في كل أرض بامتداد العالم!

ولأن التطرف في المواقف من نوع موقف ترامب، ينتشر أحيانًا كأنه العدوى عبر الحدود، فإن الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو قرر اللحاق بالرئيس الأمريكى، فانسحب من اتفاقية المناخ هو الآخر!

في وجود هذين الرجلين، فإن العالم ليس في حاجة إلى أعداء!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفل على مائدة طفل على مائدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon