توقيت القاهرة المحلي 21:08:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاش «عبدالوهاب» لا يركبها!

  مصر اليوم -

عاش «عبدالوهاب» لا يركبها

بقلم : سليمان جودة

من السيرة الذاتية المكتوبة للموسيقار محمد عبدالوهاب، الذى نحتفل بذكرى ميلاده هذه الأيام، نفهم أنه كان يتعامل مع كل ضيف غريب على أنه مصاب بڤيروس كورونا.. أو أى ڤيروس.. إلى أن يثبت العكس، وكان لا يبدأ أحدًا بمصافحة إلا إذا تأكد أنه ليس مصابًا بالأنفلونزا!

السيرة كتبها سعد الدين وهبة، بعد أن كان قد أذاعها فى حلقات تليفزيونية، وفى الحالتين كان «وهبة» ممتعًا، وكذلك عبدالوهاب، الذى كان يختبر الضيف بأن يطلب منه ترديد عبارة محددة تمتلئ كلماتها بحرف الميم، فإذا كان الشخص مزكومًا فإن هذا الحرف بالذات يكشف زكامه على الفور!

ولم يكن عبدالوهاب يشرب شيئًا خارج البيت، وإذا وجد نفسه مضطرًا فإنه يطلب مشروبًا باردًا فى زجاجة مغلقة يفتحها هو بيديه ولا يفتحها سواه!.. كان ذلك كله قبل أن يأتى زمن كورونا، أو سارس، أو إيبولا، إلى آخر هذه العائلة الڤيروسية، التى أنهكت العالم ولاتزال.. خصوصًا هذا الڤيروس الأخير الذى يتجول فى العالم موزعًا المرض، والموت، والكساد فى كل الأركان!

وكان الراحل الكبير أنيس منصور يروى عن وسواس عبدالوهاب ويقول إن الموسيقار الراحل لم يكن يكتفى بغسل يديه بالصابون، وإنما كان يغسل الصابون نفسه قبل استخدامه.. ويبدو أن ذلك لم يكن شائعة عن عبدالوهاب ولا كان مبالغة، لأن المسرحية التى عرضها مسرح البالون عن حياة بليغ حمدى قبل شهور قدمت عبدالوهاب فى بيته وهو يطلب غسل الصابون، فأثارت عاصفة من الضحك بين الجمهور!

فهل كان هذا الأسلوب فى حياته هو الذى مد فى عُمره حتى جاوز التسعين؟!.. ربما.. فمن كل حوار جرى معه عن حياته تدرك أنه كان يعيش ليعتنى بنفسه بقدر اعتنائه بتقديم الفن عالى المقام.. وليست صدفة أنه عاش لا يركب الطائرة مهما كان الأمر!

وهو قد أخذ حكاية الخوف من الطائرة عن أمير الشعراء أحمد شوقى، الذى عاش مدى حياته لا يركبها هو الآخر، وكان إذا عرض عليه أحد السفر بالطائرة رد فورًا وقال: أركب الليث.. أى الأسد.. ولا أركبها!

وكذلك كان عبدالوهاب حياته كلها.. والحقيقة أنه بعيدًا عن التندر بحكاياته، وعن المبالغات التى رواها عنه أصدقاؤه، كان رجلًا جادًا فى حياته، وكان يعرف أنه لا نجاح دون جدية واجبة، وكان يعرف أن النظافة العامة تمثل مشكلة كبيرة فى مجتمعه، وكان يبادر فيأخذ أمره كله فى يده!

ومما قرأناه عن مدينة ووهان الصينية، التى انطلق منها «كورونا» متجولًا فى شتى العواصم والمدن، نفهم أن السبب هو مشكلة فى النظافة العامة.. وليس هذا إلا ردًا لاعتبار عبدالوهاب الذى قضى أيامه ينشر الفن الرفيع، ومعه دعوة غير مباشرة إلى النظافة العامة والشخصية أيضًا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاش «عبدالوهاب» لا يركبها عاش «عبدالوهاب» لا يركبها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon