توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرار نصار!

  مصر اليوم -

قرار نصار

بقلم سليمان جودة

يحتاج القرار الذى اتخذه الدكتور جابر نصار إلى دعم كل صاحب رأى فى البلد، وإلى مساندة من كل صاحب موقف.

القرار هو إلغاء خانة الديانة من كل الأوراق التى تتعامل بها جامعة القاهرة، بحيث لا تعرف أنت من أى ورقة رسمية صادرة عن الجامعة ما إذا كان صاحبها مسلماً أو قبطياً، ولكن المؤكد أنك ستعرف أن صاحب الورقة «مصرى».. وهذا هو المطلوب تماماً.. بل هذا فقط هو ما نريده.

والمؤكد أيضاً أن ديانة كل مواطن هى فى قلبه، قبل أن تكون فى ورقة أمامه، أو فوق لسانه، وليس مطلوباً ولا مقبولاً من أحد أن يفتش عن ديانة الآخر، أو أن يتلصص عليها، لأنها مسألة تخصه بمفرده، ولأن دينه أمر بينه وبين الله تعالى وحده، ولأنه لا يجوز أن يتداخل طرف ثالث فيما بين العبد وبين الرب، فى أمور الدين كلها!

قرار رئيس كبرى جامعات الوطن يظل فى اتجاه دعم «مصرية» كل مواطن، وهذا بالضبط هو ما يتعين أن نظل نعمل عليه طول الوقت، لأن مصريتك ومصريتى ومصرية أى إنسان يحمل جنسية هذا البلد إنما تعلو على كل ما عداها، ولأننا تاريخياً كنا مصريين قبل أن نكون مسلمين، وكنا مصريين قبل أن نكون أقباطاً، ومن أجل هذا تحديداً فإن «المصرية» هى الأبقى، دون أن يكون فى ذلك بالطبع أى مساس بديانة أى فرد، فديانته محفوظة فى أعماق وجدانه، يمارسها ويمارس طقوسها وشعائرها كما يحب.

إننى أحزن كثيراً عندما أصادف مصرياً يسأل عن ديانة مصرى آخر، ولا أرى لذلك أى مبرر، وأراه تدخلاً من السائل فيما لا يعنيه أبداً، وفيما لا يجوز أن يسأل عنه، أو حتى يكون موضع اهتمامه، ثم أحزن أكثر عندما ألاحظ أن فلاناً من المصريين يحرص عندما ينشر اسمه فى الصحف مثلاً على أن يستدعى اسم جده، أو جد جده، ويضيفه إلى الاسم، ليتبين منه للقارئ أن فلانا هذا مسلم، أو أنه قبطى!.. لقد حدث ذلك فى مرات كثيرة، وكنت- ولاأزال- عاجزاً عن فهم الطريقة التى يفكر بها كل واحد ينساق وراء هذا المسلك السخيف!

كل ما أرجوه أن تساند الحكومة رئيس جامعتها الأم، وأن يبدو واضحاً مما يمكن أن يصدر عن الحكومة، من كلام، أنها تدعم رئيس أقدم جامعاتنا وأعرقها فى قراره، وأن يفهم الجميع، من لغة حكومتنا، أن القرار فى مكانه، وأن صاحبه يستحق التحية عليه، وألا تكرر الحكومة خطأها مع الدكتور جابر فى معركة النقاب!

ثم إن قرار نصار لابد فى المستقبل القريب أن يكون قرار حكومة بكامل هيئتها لبلد بامتداده، لا قراراً داخل أسوار جامعة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرار نصار قرار نصار



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon