توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على صدر سائح!

  مصر اليوم -

على صدر سائح

بقلم : سليمان جودة

 فى كل مرة أخرج من القاهرة إلى المحافظات، أو إلى خارج البلد، أكتشف أن العاصمة تتكلم فى الغالب مع نفسها، وأن إعلامها فى جزء كبير منه يتحدث مع نفسه، وأننا فى حاجة إلى بذل جهد أكبر مما هو حاصل بكثير، للوصول إلى هناك!

فأنت إذا قضيت يومين أو ثلاثة فى الأقصر، مثلاً، كما فعلت أنا، فسوف يتضح لك أننا ننتج أطناناً من الكلام فى كل صباح عن السياحة، وعن مدى حاجتنا إلى دخلها، وعن ضرورتها كصناعة لنا، وعن نصيبنا المفترض فيها بالمقارنة بنصيب دول حولنا، وعن.. وعن.. ثم لا يتحول شىء من هذا كله إلى فعل ينقذ هذه الصناعة بجد، ويعطينا نصيبنا العادل منها فى سوق السياحة العالمية!.

تحدثت مع كثيرين من أهلها فى الأقصر، على أكثر من مستوى، وتبين لى أنها تعانى، وأنهم يعانون، وفقط!.. وأن أسباب المعاناة معروفة، وأن حلولها معروفة أيضاً وممكنة.. ولكن.. لا شىء بعد ذلك!

وسألت واحداً من أهل الشأن هذا السؤال: فى تقديرك.. ما المشكلة الأكبر التى تقف فى طريق السياحة فى بلدنا؟!.. قال دون تردد إن ثقافة الناس العامة لاتزال هى العقبة الكبيرة فى هذا الطريق.. فلايزال كل مواطن يتطلع الى السائح فى أى مكان باعتباره فريسة سهلة.. ولايزال السائح كلما غادر الفندق وجد نفسه مضطراً إلى العودة إليه، تحت ضغط مطاردات لا تنتهى!.. وكلما دخل السائح إلى مكان عام.. مطعم، أو متحف، أو سوق، أو شاطئ، أو شارع.. كانت الرغبة فى خداعه، وفى الضحك عليه، وفى ابتزازه، هى أول شىء يصطدم به فى كل خطوة!

وقد وصل الأمر إلى حد أن سائحاً نزل يوماً من الفندق المقيم فيه إلى الشارع، وقد كتب لافتة على صدره تقول الآتى: لا أريد حنطوراً.. ولا تاكسياً.. ولا شراء شىء من البازار!.

هذه واقعة حصلت فى جنوب مصر، وليست نكتة!.. ولايزالون يتندرون بها.. ففى كل مرة كان المسكين يغادر باب الفندق، كان يجد أنه محاصر بمن يريد أن يجعله يركب الحنطور رغم أنفه، وبمن يلاحقه ليأخذ التاكسى إلى أى مكان، وبمن يطارده ليشترى ما لا يحب من البازارات!.

وهناك فارق طبعاً بين أن نعرض على السائح سلعة أو خدمة، وبين أن يتحول العرض من صاحب السلعة أو الخدمة إلى ملاحقة تجعله يندم على أنه اختار أن يجىء إلى بلدنا!.

وهى مسألة يستطيع كل قادم من الخارج أن يلاحظها بسهولة عند باب المطار، وربما قبل ذلك فى حمامات المطار نفسها!

إن عين كل مَنْ يستقبل السائح منذ خروجه من المطار إلى أن يرجع، إنما هى على جيبه، وليست فى اتجاه تقديم خدمة جيدة يظل يتذكرها إذا ما عاد إلى بلده، ويظل يدعو الآخرين بتأثير من مستوى الخدمة التى حصل عليها، إلى أن يجيئوا مثلما جاء هو، ليستمتعوا كما استمتع هو!.

السائح ليس عبيطاً.. ويستطيع بسهولة أن يُفرق بين ما يجده عندنا، وما يجده عند الآخرين!.

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على صدر سائح على صدر سائح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon