توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مُعايدة إلى الرئيس!

  مصر اليوم -

مُعايدة إلى الرئيس

سليمان جودة

اليوم هو آخر يوم عمل فى رمضان، وغداً هو أول أيام إجازة العيد الثلاثة، ومن بعد الأيام الثلاثة سوف تتعطل المصالح الحكومية يومى الجمعة والسبت، بما يعنى أن إجازة العيد تمتد عملياً لخمسة أيام، لا ثلاثة كما قررت الدولة!.

والخميس الماضى كان إجازة، لأنه عيد الثورة، ومن بعده جاء يوم الجمعة، ثم السبت، بما يعنى عملياً أيضاً أن إجازة عيد الثورة كانت ثلاثة أيام لا يوماً واحداً كما قررت الدولة!.

وبين أيام الثورة الثلاثة، وأيام العيد الخمسة، يقع يومان، هما اليوم وأمس، وسوف يتحول كل يوم منهما إلى إجازة لدى الكثيرين، عن قصد، وبهدف وصل الأيام الثلاثة بالأيام الخمسة، ليحصل الموظفون على إجازة عشرة أيام مرة واحدة فى دولة تقاتل بالمعنى الحرفى للكلمة ليكون لها مكان يليق بها تحت الشمس!.

السؤال هو: عندما تتعطل الدولة كلها عشرة أيام كاملة، فى مناسبتين اثنتين فقط من مناسبات السنة، هما عيد الثورة وعيد الفطر، فمتى سوف تعمل؟!.. وهل نتوقع أن تقوم لنا أى قائمة ما لم يكن العمل هو القيمة الأعلى فى البلد؟!.

وسؤال آخر: هل هناك أى اتساق، أو اتفاق، بين إجازة الأيام العشرة وبين ما أراده الرئيس، عندما دعا أول حكومة له إلى أداء اليمين فى السابعة صباحاً؟!.. هل لاحظ الرئيس، ومعاونوه، ومساعدوه، أن منطق الأيام العشرة يتناقض تماماً مع منطق السابعة صباحاً؟!.. إننى يستحيل أن أتصور أنهم لم يلحظوا ذلك، وبالتالى فإننى أتساءل فى حيرة وفى ألم: كيف سمح الرئيس، ومعاونوه، ومساعدوه، بإفراغ فكرة «السابعة صباحاً» من محتواها كاملاً هكذا فى مناسبتين اثنتين فقط؟!، ولماذا لم يدافعوا عنها منذ أول يوم؟!، ولماذا لم يتمسكوا بها ويحولوها إلى برنامج عمل، وإلى واقع حى بين الناس؟!.

هل يعرف الرئيس ومعاونوه، ومساعدوه، ماذا فعل مهاتير محمد فى هذه النقطة تحديداً، حين تولى أمر ماليزيا، فى مطلع ثمانينيات القرن الماضى؟!، قطعاً يعرف الرئيس، ويعرف معاونوه، ويعرف مساعدوه، لأنى لا أتخيل أبداً أنهم لا يعرفون!.

لقد اكتشف مهاتير أن بين الفجر وبين شروق الشمس ساعتين تقريباً، وأن المواطن فى بلده إذا قام وصلى الفجر فإنه ينام من جديد، فى انتظار طلوع الصبح، وأن ذلك يبدد ساعات النهار الأولى فى غير فائدة.. فماذا فعل؟!.

أجرى تعديلاً على التوقيت، بما أدى إلى اختزال المسافة الزمنية بين صلاة الفجر وبين شروق الشمس، وأصبح على المواطن الماليزى، مع التوقيت الجديد، أن يستيقظ فجراً، ليؤدى صلاته، ثم يتناول إفطاره، ومن بعدها يتوجه إلى عمله بشكل مباشر، بدلاً من إضاعة وقته فى النوم، وفى القيام من جديد.. إلى آخره!.

وكانت الفائدة من تعديل التوقيت مزدوجة، لأن الساعات الضائعة فى أول النهار تحولت إلى ساعات عمل ونشاط، ولأن العمل قد تحول إلى قيمة لا تعلوها قيمة أخرى، فصارت ماليزيا إلى الموقع الذى تحتله بين الأمم الآن!.

أريد أن أقول إن البداية لا بديل عن أن تأتى من فوق.. من فوق جداً.. من عند الرئيس.. وكانت قد جاءت فعلاً، فى اللحظة التى أدت الحكومة فيها يمينها فى السابعة صباحاً، ولكن الفكرة من يومها لم تجد من يتعهدها فيما بعد، فماتت، أو كادت تموت، ولا بديل عن إحيائها من جديد، وبقوة.. لا بديل إطلاقاً.. لأن العالم لم يكتشف بديلاً عن العمل من هذه اللحظة سبيلاً إلى النهوض!.

سيادة الرئيس.. لماذا فرّطت فى «السابعة صباحا»، وقد كانت طوق النجاة، ولا تزال؟!، إن التفريط فيها هو تفريط فى النجاح كهدف عندك، ثم عندنا طبعاً، ولا أظن أن هذا شىء يرضيك!.

البداية من فوق خالص.. من عندك يا سيادة الرئيس.. وقد أدرك مهاتير هذا الأمر، فذهب إليه على الفور ليختصر الطريق.

هذه معايدة صادقة للرئيس، لأنى أعتقد أن المعايدة الحقيقية عليه فى عيد الفطر تكون بأن نصارحه، لا أن ننافقه!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مُعايدة إلى الرئيس مُعايدة إلى الرئيس



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon