توقيت القاهرة المحلي 09:37:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجربة الكويت.. لا ماليزيا!

  مصر اليوم -

تجربة الكويت لا ماليزيا

بقلم-سليمان جودة

فى لقاء مع مسؤول رفيع فى الدولة، قبل أيام، ذكر، والدهشة تملأ معالم وجهه، أنه أزعجه أن يعرف أن الخضار والفواكه تأتى من الصعيد إلى سوق العبور، ثم تعود مرةً أخرى إلى المستهلك فى الصعيد نفسه، من خلال تجار الجملة والتجزئة!

وقد انزعج المسؤول الرفيع مرتين: مرة لأن ذلك يضاعف السعر على المستهلك دون أى مبرر، ومرة ثانية لأن تغيير هذا الوضع المائل خارج نطاق عمله وليس فى اختصاصه.. والمؤكد أنه قد نقل الأمر إلى الحكومة، لعلها تتصرف وفق ما تراه!

وفى لقاء مع المهندس شريف إسماعيل، وقت أن كان على رأس الحكومة، كنت قد دعوته إلى الأخذ بفكرة الأسواق العامة، التى تنشأ على مستوى كل منطقة أو كل حى، ليوم واحد، وتعرض السلعة على المستهلك عن طريق المنتج بشكل مباشر.. إنها فكرة تعرفها دول كثيرة، وقد رأيتها فى أكثر من عاصمة، وهى لا تحتاج سوى الرغبة فى رفع الأعباء عن المستهلكين، ثم إرادة جادة تبدأ فى تطبيق الفكرة وتنظيمها!

وقبل أسبوع كان الدكتور على المصيلحى يتحدث أمام لجنة فى البرلمان فقال ما يعنى أن وضع تسعيرة جبرية مخالف للدستور، وأن تجربة ماليزيا فى الجمعيات التى توفر السلع للمواطنين ربما تكون مفيدة، وأنه يدعو إلى دراستها واستدعائها هنا على أرضنا!

ولا أعرف ما هى هذه التجربة الماليزية التى يتحدث عنها الدكتور المصيلحى وتعجبه، فهو لم يشرح شيئاً عنها، ولا أشار إلى تفصيلة فيها تنفعنا، ولكن ما أعرفه أنه الوزير المختص بالموضوع، وأن حديثه عن مخالفة التسعيرة الجبرية للدستور معناه أن لسان حاله وهو يخاطب المستهلك يكاد يقول: التسعيرة غير الجبرية أمامك، والبحر من خلفك.. ولا مفر!

ولو خطف الوزير رِجْله إلى الكويت، فسوف يعود بعد ساعتى سفر، وفى يده تجربة ممتازة عندهم اسمها الجمعيات التعاونية.. فهى موجودة فى كل حى دون استثناء، وهى تنشأ عن طريق أسهم يشتريها أبناء الحى أنفسهم، ولذلك فلابد أن يكون المواطن الكويتى من بين سكان المنطقة ليشترى سهماً فى الجمعية أو أكثر، وفيها تُباع كل السلع على درجة عالية من الجودة، وتحت رقابة من الدولة، وبهامش ربح قليل ومحدد مسبقاً، ولا سبيل لتجاوزه أو القفز عليه، وفى آخر كل سنة تُوزع أرباح على مساهميها، وبامتداد العام تُنظم لهم رحلات ويتم منحهم هدايا!

لسنا فى حاجة إلى تجربة ماليزية فى أقصى شرق آسيا قد لا تكون مناسبة، فتجربة الكويت الناجحة على مرمى حجر، والمستهلك الصعيدى الذى يشترى الفاكهة بعد مرورها على سوق العبور يستحق أن نبحث من أجله عن التجارب الناجحة، وأن نضعها بين يديه، وأن نجعله يحصل على حاجته من السلع دون وسطاء يبيعون فيه ويشترون، بدلاً من طريقة جحا وهو يدور بيده اليمنى من وراء رأسه ليصل إلى أذنه الشمال!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة الكويت لا ماليزيا تجربة الكويت لا ماليزيا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon