توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رئيسة كوريا لا تنام!

  مصر اليوم -

رئيسة كوريا لا تنام

بقلم سليمان جودة

أتابع يوماً بعد يوم ما يجرى فى كوريا الجنوبية، وأتمنى لو يلتفت مسؤولونا فى أعلى مستويات الدولة إلى معنى ما يحدث هناك، وإلى أن هذا المعنى هو بالضبط الذى أوصل الكوريين الجنوبيين إلى وضعهم المعتبر بين أمم الأرض!

والقصة لها بداية.. ففى عام 1962 كان الرئيس الكورى اسمه بارك شونج هى، وكان يلاحظ أن القاهرة تقطع خطوات إلى الأمام، وكان أن أرسل بعثة من عنده تسأل عما نفعله، ليأخذ منه الدرس، وكان دخل الفرد عنده فى حدود 700 دولار سنوياً، وكان دخلاً يجعل المواطن يعيش بالكاد على الكفاف!

وجاءت بعثته وعادت، وأخبرته البعثة العائدة بأن القاهرة تفعل كيت وكيت، وأنها وضعت خطة خمسية اقتصادية طموحة، وأنها تقطع فيها أشواطاً تدعو إلى الإعجاب، وأن خطة المصريين بدأت عام 60، وتنتهى عام 65، بأهداف محددة، وواضحة، ولا هزار فيها!

وقرر الرئيس بارك شونج هى أن يسابق مصر، وأخذ المسألة بالجدية التى تليق بها، وبه، وببلده، وانطلق السباق، ودار الزمان دورته، ليجىء عام 2016، بينما كوريا الجنوبية التى تطالع العالم بوجهها فيه، لا علاقة لها، من قريب ولا من بعيد، بما كانت عليه، من فقر، وبؤس، وتعاسة، فى مطلع ستينيات القرن الماضى!

قفز دخل المواطن السنوى، بين العامين، من 700 دولار إلى 25 ألف دولار، وصار البلد يمتلك صناعات تنافس أعتى قلاع الصناعة فى العالم، وفى مقدمتها صناعة السيارات، التى هى الخامسة تقدماً، بين مثيلاتها فى عواصم الدنيا!

ترأس كوريا الجنوبية، الآن، امرأة.. أما اسمها فهو: بارك جيون هى.. وأما أبوها فهو: بارك شونج هى!.. الذى كان رئيساً عام 62.. إنها ذرية بعضها من بعض!

ولأنها كذلك، فإن مواطنى الرئيسة لم يغفروا لها ما حدث مؤخراً، رغم أنه فى حقيقة الأمر ليس فى يدها، ورغم أنها لا دخل مباشراً لها فيه.. ولكنها الرئيسة.. يعنى هى المسؤولة أمام كل مواطن، فى أول الأمر، وفى آخره!

إن لها صديقة اسمها تشوى سون سيل، وهى مجرد صديقة للرئيسة، منذ ما قبل الرئاسة، ولا تحتل أى منصب فى الدولة، ولكنها استغلت صداقتها برأس البلاد وتورطت فى عمليات ابتزاز وفساد واسعة، فجاءوا بها إلى الحبس، ولاتزال موضع استجواب وتحقيق!

أما الرئيسة فقد خرجت وقدمت اعتذاراً علنياً لكل كورى جنوبى، وقالت إنها مستعدة للمثول أمام النيابة فى أى لحظة، وإنها لا تغفر لنفسها ما جرى، وإنها لا تنام ألماً مما حدث، إذا جاءها الليل!

إذا كانت الدولة دولة قانون، وصلت حتماً إلى ما وصلت كوريا الجنوبية إليه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رئيسة كوريا لا تنام رئيسة كوريا لا تنام



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon