توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خريف مواطن!

  مصر اليوم -

خريف مواطن

بقلم سليمان جودة

تبدو الدنيا كلها سعيدة بقرارات الأمس، إلا المواطن المصرى الذى يتطلع نحو السعداء بالقرارات داخل البلد، وخارجه، ولسان حاله يردد ما نردده فى الحالات المماثلة، عن أن واضع يده فى الماء ليس أبداً كمن يضعها فى النار!

يبدو صندوق النقد سعيداً، ومعه البنك الدولى، ومعهما حكومات، واقتصاديون، وخبراء فى شتى أنحاء الأرض، ويتطلع المواطن المصرى المصاب فى عملته الوطنية، نحو سعادتهم، وهو يسأل نفسه فى قهر: هل سيكونون سعداء بالدرجة نفسها لو كانوا فى مكانى، ولو كانت معاناتهم مما جرى اتخاذه من قرارات هى ذاتها معاناتى؟!

يتأمل المواطن الحزين منظر الجنيه فى يده، ويسأل نفسه عما سوف يفعله به، بعد اليوم، وعما إذا كان سوف يسعفه إذا ما أراد أن يأخذ وسيلة مواصلات عامة من بيته لعمله، أو العكس؟!.. هل سيقبله منه سائق الميكروباص، كما كان يقبله من قبل، أم أنه سوف يخيره بين أن يدفعه مضاعفاً، أو ينزل فى عرض الشارع، يبحث له عن أحد يقبل الجنيه من يده؟!

يتأمل المواطن البائس راتبه فى يده، ثم يتساءل فى ألم: ماذا أفعل به بعد اليوم، وقد بادره طارق عامر بضربة أفقدته نصف قيمته فى لحظة؟!.. ماذا أفعل بالألف جنيه مثلاً، وقد باتت مساء الأربعاء ألفاً، مثل سائر عملات بلاد الله، فإذا بها خمسمائة فى صباح الخميس بقرار لم يستغرق دقيقة من محافظ «المركزى»؟!

يتفرس المواطن التعيس فى جنيهاته القليلة بين يديه، ثم يساوره إحساس بالعجز الكامل، عندما يتذكر أن قراراً قد نزل عليها بالتخفيض 50٪ مرة واحدة، ودون مقدمات!

يفرد المواطن البائس جنيهاً أمام عينيه ويدقق فى ملامحه تارة، وفى معالمه تارة أخرى، ويتخيل حاله لو راح يمد يده بهذا الجنيه إلى صاحب أى سلعة.. هل يبادله إياها بالجنيه، أم يرده إلى بيته، ومعه الجنيه الجريح!

يرنو المواطن المسكين إلى أى شاشة تليفزيونية يصادفها فى طريقه، ويختلس إليها النظرات، ثم ينصت، لعله يسمع شيئاً يريح باله المتعب، فتأتيه أصوات من أعضاء فى الحكومة، ومن رجال اقتصاد، يطمئنونه على أن تعويم الجنيه لصالحه، وأن رفع أسعار البنزين، والبوتاجاز، والسولار فى صفه فى النهاية، ويتلفت حوله مفتشاً عمن يعينه فى لحظته، فيجد نفسه وحيداً ينزف جيبه دون توقف!

يبحث المواطن المكسور عمن يشاركه مشاعره فى حالته، فيكتشف أن قلبه ينزف مع جيبه، وأن الجنيه فى يده أعزل تماماً فى مواجهة الدولار، وأن حاله من حال الجنيه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خريف مواطن خريف مواطن



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon