بقلم : سليمان جودة
إذا نجا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من محاولات عزله، التى انطلقت فى الكونجرس قبل ثلاثة أيام، فسوف يكون هو الرئيس الثالث الذى ينجو منها، بعد أندرو جونسون الذى نجا من محاولات مشابهة فى الستينيات من القرن العشرين، وبعد بيل كلينتون الذى نجا فى التسعينيات من القرن نفسه.. وسوف يكون ريتشارد نيكسون هو الوحيد بينهما الذى لم يكتب الله له النجاة عام ١٩٧٤!.
ولا يزال رد فعل ترامب على محاولات عزله مثيرة للإعجاب، رغم سياساته التى توصف بالحماقة وعدم الحياء فى الكثير من الحالات.. فهو مرة يرد على الذين يقودون إجراءات العزل فى الحزب الديمقراطى المعارض، ويقول إنهم حتى إذا نجحوا فى إبعاده عن البيت الأبيض معزولًا، فإنه سيخوض السباق الرئاسى فى نوفمبر المقبل ويعود لهم رئيسًا من جديد!.
وهو مرة ثانية يصف انطلاق الجلسات العلنية، التى بدأت الأربعاء الماضى فى مجلس النواب فى واشنطون، ويقول: لقد بدأ السيرك أعماله فى المدينة!.
وفى كل يوم يتكشف الجديد فى هذه القضية التى يبدو أنها ستزداد اشتعالًا فى الفترة المقبلة، فالسفيرة الأمريكية هايلى، التى كانت مندوبة لبلادها فى الأمم المتحدة فى نيويورك، أصدرت كتابًا فى نفس يوم بدء الجلسات العلنية قالت فيه إن ريكس تيلرسون، وزير الخارجية السابق، طلب منها التعاون لتقويض سلطات ترامب وإبعاده عن الحكم لأنه خطر على البلاد!.
والسيدة نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب، لا تدخر جهدًا فى الإعلان عبر كل مناسبة عن أن عزل الرئيس عملية مستمرة ولن تتوقف حتى تحقق هدفها!.
والشخص الوحيد الذى سيستفيد بشكل مباشر من عزل ترامب هو مايك بنس، نائب الرئيس!.. فالدستور ينص على أن يتولى النائب منصب الرئاسة بمجرد فراغ المنصب، وأن يستكمل المدة الرئاسية الى آخرها وتجرى انتخابات رئاسية جديدة!.
وفى زمن نيكسون أصبح النائب جيرالد فورد رئيسًا بمجرد عزل الرئيس، وبقى فى البيت الأبيض إلى أن جرت انتخابات جديدة فاز فيها جيمى كارتر، الذى يصارع المرض هذه الأيام!.. وعاش فورد حياته.. وينسب الفضل إلى صحيفة واشنطون بوست التى كانت سببًا فى العزل!
ولو عزلوا ترامب فسوف ينسب بنس الفضل إلى المكالمة التليفونية التى جرت بين الرئيس الأمريكى وبين الرئيس الأوكرانى زيلينسكى، وكانت ولا تزال سببًا فى بدء جلسات العزل المعلنة!.