بقلم : سليمان جودة
لعدد من الأسباب شدنى التقرير الصحفى الذى نشرته «المصرى اليوم» فى صفحتها الأولى، أمس الأول، للزميلة أمانى عبدالغنى، عن كتاب سيصدر فى الولايات المتحدة الأمريكية يوم ١٩ من هذا الشهر، تحت هذا العنوان: تحذير!
السبب الأول أن الكتاب لمؤلف مجهول لم يشأ أن يذكر اسمه على صدر كتابه، رغم أنه كتاب مهم حسب المعلومات التى توفرت عن محتواه حتى الآن، ورغم أن موضوعه يدور فى الأول وفى الآخر، حول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب!
والسبب الثانى أن ناشر الكتاب يعرف المؤلف بالتأكيد، ولكنه أخفاه ربما ليتفادى المسؤولية القانونية عما فى الصفحات، وربما لإضفاء المزيد من التشويق لدى القارئ إزاء محتواها!
والسبب الثالث أن التحذير المقصود فى الكتاب، هو تحذير للناخب الأمريكى من عواقب إعادة انتخاب ترامب، لأنه «غير كفء وخطر على البلاد».. وأعتقد أن المؤلف على صواب فى هذه النقطة بالذات.. ولو أنصف لكان قد أضاف أن الرئيس الأمريكى خطر على العالم، بقدر ما هو خطر على بلاده!
إننى أستدرك لأقول إن ترامب رغم درجة السوء فى سياساته تجاه منطقتنا بالذات، يظل أقل سوءاً من الديمقراطيين الذين حكموا قبل مجيئه مباشرةً من خلال باراك أوباما.. فالدم الذى يسيل فى المنطقة كل صباح سوف يظل يلطخ يد أوباما إلى الأبد.. ولماذا لا يلطخها وقد راح هو مع إدارته يتبنى ما يُسمى الربيع العربى، الذى مزق المنطقة ولا يزال يمزقها؟!
والسبب الرابع أن توقيت صدور الكتاب محسوب.. ففى مثل هذا التوقيت من العام المقبل ستجرى انتخابات الرئاسة الأمريكية!.. والمعنى أن ما فى الكتاب سوف يتم توظيفه لإخراج ترامب من البيت الأبيض فى هذا الموعد من السنة المقبلة، إذا لم يخرج قبلها معزولاً من الكونجرس، الذى يبدأ اليوم جلساته العلنية حول العزل، ويصوت عليه فى ديسمبر!
والسبب الخامس أن مؤلف الكتاب يكتب عموداً تحت اسم مستعار فى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، التى لا تتوقف حرب ترامب ضدها، منذ أن كان لا يزال مرشحاً يجرى فى السباق، وقد بلغت معركته معها إلى حد أنه أوقف اشتراك مكتبه فيها مؤخراً، وقال إنه سيدعو الهيئات الحكومية إلى وقف اشتراكها هى أيضاً!
والسبب السادس أن المؤلف كاتب العمود المجهول، يذكرنى بالزميل نيوتن الذى يكتب عموداً مثيراً على الجانب الأيمن من هذه الصفحة، لولا أن نيوتن هنا ليس مجهولاً.. إنه فقط يستتر تحت اسم العالم الإنجليزى إسحاق نيوتن، الذى كتبوا على قاعدة تمثاله فى لندن، أن خياله كان أهم ما يميزه!.. وكذلك نيوتن المصرى فيما أتصور!