توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكبر من المحافظ

  مصر اليوم -

أكبر من المحافظ

بقلم: سليمان جودة

ربما لا يعرف الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة الجديد، أنه أسعد الملايين من أهل العاصمة بقراره منع قطع الأشجار فى قاهرة المعز، أو تقليمها تقليمًا جائرًا، إلا بالرجوع إلى لجنة قام بتشكيلها، وبإشراف من وزارة البيئة.

ولكن الذى يعرفه المحافظ بالتأكيد أن كثيرين ضجوا طوال أيام المحافظ السابق من قطع أشجار العاصمة، وبغير أن يجدوا أحدًا فى ديوان المحافظة يستمع إليهم أو حتى يُعيرهم أى اهتمام.. ولو أنى نشرت الصور التى وصلتنى من قراء كرام عن شكل شوارعهم قبل تجريدها من أشجارها، ثم شكلها بعد تجريدها من الأشجار، فإن هذه الصفحة من الجريدة لن تكون كافية ولا عشرات الصفحات مثلها.. كان كل واحد فيهم يصور الشارع قبل وبعد، فإذا حن إلى شارعه بصورته القديمة راح يتطلع إلى شاشة موبايله بينما الحزن يملؤه والأسى يحاصره.

وعندما جاء طقس هذا الصيف بهذه القسوة، فإن كل واحد من أهل العاصمة قد ازداد إحساسًا بقيمة الشجرة التى كانت أمام بيته أو فى الشارع المؤدى إليه، ثم لم يعد لها وجود، وصار الشارع عاريًا فى صيف هو أحوج ما يكون إلى كل ورقة خضراء تخفف من قسوة الطقس.

إن القرار الذى اتخذه المحافظ الهُمام تأخر طويلًا وكثيرًا، والذين رأوا عواصم أخرى، يعرفون أن مثل هذا القرار يمثل دستور عمل فيها، وأنه لا أحد هناك يجرؤ على قطع شجرة، ولا على انتزاع فرع منها، إلا بإذن مسبق وبتصريح من جهات مختصة أمينة.

والقصة تبدأ من التعليم فى موضوع الشجر وفى سواه لأن المواطن إذا لم يتعلم قيمة الشجرة فى حياته، وإذا لم يعرف فى مدرسته معنى أن اللون الأخضر لا بد أن يكون هو السائد والغالب أمام عينيه فى كل مكان يذهب إليه، فلا قانون سوف يمنعه من الاعتداء على الأشجار فى كل مكان ولا شىء سوف يردعه.

ولذلك.. فما بادر به الدكتور صابر مشكورًا هو حل على المدى القصير، أما الحل على المدى الطويل فهو أن يكون الموضوع مادة يدرسها الطالب وينشأ عليها، فتتحول مع الوقت إلى سلوك حياتى راسخ يمارسه ويتصرف فى كل الأوقات على أساسه.

ولأن الأمر لا يخص أبناء العاصمة وحدهم، فإن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مدعو باعتباره رئيس مجلس المحافظين إلى إصدار توجيه صريح لهم على امتداد محافظات الجمهورية بأن يتصرفوا فى محافظاتهم كما تصرف محافظ العاصمة.. فليس من المتصور أن يكون قطع شجرة فى القاهرة شرق النيل ممنوعًا، ثم يكون الفعل نفسه متاحًا وممكنًا فى الجيزة غرب النيل على الجانب الآخر!.

من حق المواطن أن يحصل على درجة من الجودة فى أمور حياته كلها، ولا بد أن قرار محافظ القاهرة بداية فى هذا الطريق.. صحيح أنها بداية متأخرة وخجولة، ولكن علينا أن نشجعها وأن نتمسك بتعميمها فى أنحاء الجمهورية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكبر من المحافظ أكبر من المحافظ



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon