بقلم : سليمان جودة
أجد نفسى منشغلاً برياضات كثيرة يمارسها العالم، بخلاف رياضة كرة القدم، وأتساءل على الدوام: لماذا ينشغل العالم بهذه الرياضة بالذات، أكثر بكثير مما ينشغل بسواها، رغم أن جميع الرياضات الأخرى لا تخلو من التشويق، ولا من الإثارة، ولا من عناصر جذب الانتباه؟!
فالاسكواش.. مثلاً.. ليست أقل تشويقاً من كرة القدم، ولا كرة السلة أقل إثارة، ولا كرة اليد أقل جذباً للانتباه.. وهكذا.. وهكذا.. إلى عشرات اللعبات الأخرى!
وتساؤل آخر: لماذا تظل الولايات المتحدة الأمريكية أبعد ما تكون عن التفوق البارز فى الرياضات كلها تقريباً؟!.. ففى بطولة العالم لأندية كرة اليد، التى استضافتها السعودية أغسطس الماضى، كانت هناك عشر فرق مشاركة، وكان هناك نادى نيويورك سيتى مشاركاً، ولكنه كان يتلقى الهزيمة وراء الهزيمة من غالبية الأندية المشاركة، ولم يكن المتابع للبطولة يكاد يصدق أن هذا النادى الذى يتلقى هذه الهزائم يحمل الجنسية الأمريكية!
وقد تمنيت لو أنى وجدت إجابة على تساؤلى لدى الدكتور حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد، الذى دعا إلى البطولة، أو الأستاذ محمد المنيع، رئيس الاتحاد السعودى، الذى استضافها!
وقد عاشت الولايات المتحدة على أنها متفوقة فى كرة السلة دون غيرها، ولكن الذين تابعوا بطولة العالم فى هذه الكرة على أرض الصين منتصف سبتمبر، لاحظوا وربما فوجئوا، بأن الفريق الأمريكى عجز عن الوصول إلى الدور النهائى فى البطولة، وفازت بها أسبانيا بامتياز!
وليس لأمريكا بطولات ظاهرة، ولا حتى غير ظاهرة فى ملاعب الساحرة المستديرة، بينما البرازيل التى تقع على مرمى حجر من الأراضى الأمريكية، تعرف البطولات من وراء البطولات فى هذه اللعبة!
وعندما سمعت الرئيس الأمريكى يتحدث فى الاجتماعات الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، عن أن بلاده تملك أقوى جيش فى العالم، وأنها تتمنى ألا تجد نفسها مضطرة إلى استخدامه فى أى حرب، وأنها تستخدمه فى نشر مبادئ السلام والديمقراطية، بدا لى وكأن واشنطن قررت منذ البداية أن تملك أقوى الجيوش، وأن تترك للعالم من حولها امتلاك أقوى الملاعب!
صحيح أن كلام ترامب عن استخدام جيش بلاده فى نشر السلام والديمقراطية كلام بلا رصيد على الأرض، ولكن هذا يظل حديثاً آخر!.
وهى لا تملك الجيش الأقوى فقط، ولكنها تملك الاقتصاد الأقوى فى الوقت ذاته!.. فكأنها قد امتلكت الجندى الأقوى، ثم العُملة الأقوى، وجلست فى مكانها على الخريطة تتابع العالم وهو يلعب!. على اعتبار أن السياسة لا تخلو من الرياضة، ولا الأخيرة تخلو من السياسة!.