بقلم سليمان جودة
كنت فى الفلبين أول 2014، وكانوا هناك لايزالون يتحدثون عن أموال «ماركوس» العائدة، وقد عاد الحديث ليتجدد عن ماركوس نفسه هذه الأيام، ولكن فى قضية أخرى مثيرة للغاية!
أما ماركوس فقد حكم البلاد عشرين عاماً، إلى أن غادرها عام 1986، بعد أن قامت ثورة عليه هو وأسرته!
وما إن خرج، حتى بدأ الكلام يدور عن ثروته، وعن أمواله الهاربة، وكانت فى كثير من التقديرات، تصل إلى عشرة مليارات دولار.. وكانت زوجته إيميلدا قد اشتهرت باقتناء الأحذية الثمينة، وكان عندها منها ألف زوج، فى وقت من الأوقات.
وإلى أول 2014، لم يكن مليم قد عاد من المليارات العشرة، رغم مرور 28 عاماً وقتها على خروج ماركوس من البلد!
الآن.. تغيرت الأمور كثيراً، وطرأ فيها ما لم يكن يخطر لخصوم الرئيس الهارب على بال.. فامرأته عضو قديم فى مجلس النواب، وابنه عضو فى مجلس الشيوخ منذ سنوات، وابنته تتولى منصباً يوازى منصب المحافظ عندنا!.. أما هو، فقد مات وشبع موتاً!
ولأن فى الفلبين حالياً رئيساً من نوع خاص، فلقد اتخذ قراراً لم يكن أحد يتوقعه، بمن فيهم ماركوس ذاته!
الرئيس الموجود فى الحكم اسمه دوتيرتى، وهو من نوع خاص، لأنه لا يكاد يمر يوم عليه، إلا ويخرج على مواطنيه، وعلى العالم، بشىء فريد حقاً!
فقبل فترة، أعلن أنه سوف يقتل كل اللصوص وتجار المخدرات، وأنه لن يرحم أحداً منهم، وقد قطع فى هذا الطريق خطوات بالفعل، دون أن يعبأ بثورة المدافعين عن حقوق الإنسان فى العالم، أو فى البلد!
بعدها قال بأن المخابرات المركزية الأمريكية إذا كانت تسعى إلى إسقاطه، فلتتفضل.. إذا كانت تستطيع!
ثم عاد ليقول إنه سوف ينسحب من المحكمة الجنائية الدولية، وإنه سوف يحذو فى ذلك حذو بوتين الذى انسحب فعلاً!
ثم ماذا؟!.. استيقظ الفلبينيون، قبل أيام، على قراره بنقل رفات ماركوس إلى مقبرة الأبطال!.. وقد نقلت وكالة أنباء رويترز هذا الأسبوع، صورة ذات ألف معنى، لعربات الجيش والشرطة، وهى تحمل الرفات وتحيط به، ثم تتجه إلى المقبرة الشهيرة، لتضعه هناك، وسط مراسم أطلقت فيها المدفعية 21 طلقة!
خصوم ماركوس لم يصدقوا ما حدث، وأصيبوا بصدمة عنيفة، ولكن عدم تصديقهم لم يغير من الأمر شيئاً، ولا الصدمة التى أصابتهم قد أثنت دوتيرتى عن قراره العجيب!
عاش رئيس الفلبين!