توقيت القاهرة المحلي 08:35:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى كتاب البرلمان!

  مصر اليوم -

فى كتاب البرلمان

بقلم : سليمان جودة

فى الحوار الذى جرى داخل مجلس النواب بين الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، وهشام توفيق، وزير قطاع الأعمال، رأيت الدكتور عبدالعال يطبق إحدى وظيفتى البرلمان كما يقول الكتاب!.فالوزير توفيق يرغب فى تطوير الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج، والتطوير يحتاج إلى مال، والوزارة لا تملك المال الذى يحتاجه التطوير!.

المبلغ المطلوب ٢١ مليار جنيه، وهو مبلغ يعنى أن تكتب رقم ٢١ وأمامه تسعة أصفار!.. ولكن.. إذا كان الهدف هو إعادة القطن المصرى إلى عرشه القديم، فهو هدف يستحق أن ننفق عليه الكثير، وإذا كان الهدف أن نتوقف عن تصدير القطن خامًا، فهو أيضًا هدف يستحق هذا القدر الهائل من الإنفاق العام، حتى ولو كان إنفاقًا من مستوى الأصفار التسعة!.

وقد ذهب الوزير يطلب موافقة البرلمان على قرض قيمته ٤٥٠ مليون يورو، فوافق على أساس أن القرض يساوى تسعة مليارات ونصف المليار جنيه، وأن باقى المبلغ الإجمالى سوف يأتى من حصيلة بيع أصول!.

الأصول عبارة عن مساحات من الأراضى غير المستغلة التى تتبع الشركة، وما كاد الدكتور عبدالعال يسمع عن هذه المساحات حتى سأل الوزير عن حجمها وعن موقعها بالضبط، ثم قال إن التصرف فى أى مساحة منها لابد أن يتم تحت رقابة المجلس الكاملة!

والدرس هو الاستفادة من تجربة الخصخصة فيما مضى، والدرس هو ألا تتكرر أخطاء التجربة، وأن يكون الجميع على يقين من أن كل قرش فى قطاع الأعمال هو مال عام، ولأنه كذلك فهو مال الناس فى الشارع، ولا بديل عن إنفاق كل جنيه منه فى مكانه!.

وحين شدد الدكتور عبدالعال على حرمة المال العام، فإنه كان فى الحقيقة يعيد تذكير نفسه وتذكيرنا بأن للبرلمان وظيفتين، إحداهما الرقابة على أعمال الحكومة، وكان الرجل يفعل ذلك على سبيل طمأنة النائب هيثم الحريرى، الذى مارس حقه المشروع تحت القبة، عندما تداخل فى نقاش ملف الشركة!.

إننى أتصور رغبة الوزير توفيق فى إصلاح شركات القطاع الذى يضم أصولًا هائلة، وأعرف أن خلفية الوزير التى جاء منها تؤهله لما يرغب فيه، ولكنى فى المقابل أتمنى لو كان هو آخر وزير قطاع أعمال، وأن يتمكن من إقناع صانع القرار بأن ضخ المزيد من الفلوس فى شركات القطاع العام، ومعها شركات قطاع الأعمال، هو من قبيل إلقاء مال فى بئر بلا قاع، وأن الحل ليس طبعًا أن نبدد أصول هذه الشركات ولا أن نغلقها، وإنما ندعو المصريين إلى التملك فيها، على غرار ما فعلت مارجريت تاتشر فى بريطانيا!.

عندها.. سيكون المُلّاك الجُدد هُم أعضاء الجمعية العمومية فى كل شركة، وهُم الذين سيذهبون بالمدير الفاشل، ويأتون بالمدير الناجح!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى كتاب البرلمان فى كتاب البرلمان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon