بقلم : سليمان جودة
رسالتان، إحداهما من الدكتور نادر نور الدين، والأخرى من الأستاذ الإمام الفارسى، وموضوعهما واحد، هو سد النهضة، الذى أصبح هاجساً ضاغطاً فى أعماق كل مواطن!.
الدكتور نادر أستاذ فى زراعة القاهرة، وتخصصه فيها يجعله يتكلم فى موضوع يفهمه، كما أن له كتاباً مهماً عن مسار النهر الخالد فى دول الحوض!.. وفى رسالته يطرح ما يراه لازماً فى هذه اللحظة، خصوصاً بعد أن انتقل السودان إلى الوقوف فى المربع ذاته معنا فى القضية، وأصبحنا مع الأشقاء السودانيين نتكلم لغة واحدة فى الملف، ونطرح الأفكار ذاتها ونتمسك بها فى كل حديث مع الجانب الإثيوبى المتعنت!.
مقترح الدكتور نادر أن يتلقى مجلس الأمن مذكرة مشتركة من البلدين معاً.. مصر والسودان.. بعد أن كان المجلس فى وقت سابق قد تلقى مذكرة من كل بلد من البلدين على حدة.. فالمهم الآن أن يتحول مضمون المذكرتين السابقتين إلى محتوى مشترك تضمه مذكرة واحدة، وأن يقال فيها بصراحة كاملة إن إثيوبيا بموقفها الحالى تهدد الأمن فى شرق القارة السمراء بالكامل، وإن على المجلس أن يتدخل لإعادة إثيوبيا إلى عقلها، وإنقاذ شرق إفريقيا من توتر يخيم عليه، ويمكن أن يمتد إلى المنطقة كلها، ثم إلى العالم من حولها!.
هذه خطوة.. والخطوة الأخرى هى عقد اتفاقية دفاع مشترك مع الخرطوم، واتفاقية للتعاون العسكرى، وثالثة تتيح تبادل استخدام المطارات والقواعد العسكرية!.
وأهمية مقترحات الرسالة أنها كفيلة بتوصيل «الرسالة» المطلوبة إلى مجلس الأمن فى مقره فى نيويورك مرة، ثم إلى أديس أبابا مرةً ثانية.. فالأخذ بما فى الرسالة كفيل بلفت انتباه الطرفين.. المجلس والحكومة الإثيوبية.. إلى أن الموضوع جد لا هزار فيه، وأن ما قدمته العاصمتان المصرية والسودانية من حبال الصبر مع التسويف الإثيوبى يكفى ويزيد!.
ويتجه الأستاذ الفارسى برسالته إلى الداخل أكثر، فيدعو الرئيس الى المبادرة بمخاطبة الشعب، من داخل مجلس النواب.. وسوف يكون الخطاب موجهاً إلى العالم بالضرورة من بعد الشعب.. والقصد أن يكون الخطاب صادراً باسم المصريين الذين يمثلهم المجلس المنتخب، وأن يفهم الذين سوف يتلقون كلمات خطاب الرئيس، أنه يتكلم من هذا المكان بالذات، لتستوعب إثيوبيا أن الخطاب هو خطاب يلقيه مائة مليون مصرى!.
ولن يخلو الخطاب بالطبع من برنامج عمل يعلنه رأس الدولة، ليكون هو طريق القاهرة مستقبلاً، فى الحفاظ على حصتها من مياه النهر الذى عاشت عليه وتعيش!