توقيت القاهرة المحلي 08:25:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخرطوم التي تحفظت!

  مصر اليوم -

الخرطوم التي تحفظت

بقلم : سليمان جودة

ليس أغرب من الموقف الإثيوبى فى الجولة الأخيرة من مفاوضات سد النهضة فى واشنطن إلا موقف الجانب السودانى الذى حضر بالفعل، ثم لم يشأ أن يوقّع على مشروع الاتفاق النهائى!.. فكأنه من حيث النتيجة قد راح يقف مع الطرف الإثيوبى فى مربع واحد!.

وهو لم يمتنع عن التوقيع وفقط، ولكنه قال إن لديه ملاحظات وتحفظات على المشروع دون أن يكشف بالضبط عن طبيعة الملاحظات والتحفظات!.

ولا تعرف ما هى حسابات الحكومة فى الخرطوم، ولكن ما نعرفه أن موقفها كان لابد أن يأتى أقرب إلى القاهرة منه إلى أديس أبابا فى كل الحالات، ليس بحكم العلاقات بيننا وبين السودان تاريخيًا على مستواها الرسمى على الأقل، ولا بحكم ما بين الشعبين من روابط حية وممتدة وباقية، ولا حتى بحكم أن النهر الخالد كان ولايزال يتدفق من العاصمة السودانية إلى القناطر الخيرية، حاملًا بين شاطئيه ما يجمع ولا يفرق بين الدولتين.. ليس بحكم هذا كله، الذى يكفى فى سياقه بالطبع ويزيد، ولكن بحكم أننا بلد مصب، لا بلد منبع مثل إثيوبيا، وأن السودان مثلنا بالتمام بلد مصب أيضًا.. وبالتالى فما هو مشترك حاضر وقائم!.

وقد تخيلت وأنا أتابع غياب المفاوض الإثيوبى، الذى بدا غيابه أمرًا مقصودًا، أن المفاوض السودانى فى المقابل سوف يعرّى مبررات هذا الغياب، وأنه سيضع توقيعه إلى جانب التوقيع المصرى، فيظهر المفاوض الغائب على حقيقته أمام الوسيط الأمريكى وأمام المجتمع الدولى على السواء!.

وليس سرًا أن البيان الصادر عن وزارة الخزانة الأمريكية، التى جرت المفاوضات بحضور وزيرها مع مدير البنك الدولى منذ اللحظة الأولى، قد وصف مشروع الاتفاق النهائى بأنه متوازن وعادل، وأنه يراعى الاستخدام المنصف لماء النيل بين الأطراف الثلاثة، وأنه يستند إلى المبادئ الأساسية الواردة فى اتفاق المبادئ الموقّع فى الخرطوم ٢٠١٥ بحضور رؤساء الدول الثلاث!.

هذا باختصار ما صدر عن الوزارة الأمريكية، وهذا فى ظنى هو ما دفع المفاوض المصرى إلى التوقيع بالأحرف الأولى، واضعًا كل طرف غائب أو متحفظ أمام مسؤوليته!.

إننى أبحث طول الوقت عن مبرر معقول يجعل الطرف السودانى يمتنع عن التوقيع، فلا أعثر على شىء، وأبحث عن سبب يجعله أقرب إلى الطرف المتعنت منه إلينا، فلا أقع على شىء مقنع، وأبحث عن شىء يجعل وزير الرى السودانى يخرج من إحدى جولات التفاوض مبتسمًا ومصطفًا إلى جانب الوزير الإثيوبى، فلا يسعفنى البحث بشىء له قيمة!.

الخرطوم فى أشد الحاجة إلى شرح، وبيان، وتفسير، لعلها تبدد هذا الغموض كله، ولأن المربع الذى وقفت فيه، خصوصًا فى الجولة الأخيرة، ليس هو المربع الذى تسوقها إليه وقائع التاريخ وحقائقه!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخرطوم التي تحفظت الخرطوم التي تحفظت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon