توقيت القاهرة المحلي 02:14:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شهادة لمؤسسات السيادة!

  مصر اليوم -

شهادة لمؤسسات السيادة

بقلم : سليمان جودة


الخطاب الذى تلقاه مجلس الأمن، ٣ يونيو الجارى، من أسماء عبدالله، وزيرة خارجية السودان، هو تقريباً أول تطور إيجابى فى قضية سد النهضة منذ فترة، وهو يشير إلى أن الحكومة فى السودان تريد استدراك ما فات، وتريد أن تنبه الجانب الإثيوبى الذى ينفذ السد على أرضه إلى حقيقة يجب ألا تفوت عليه!

هذه الحقيقة هى أن نهر النيل نهر دولى، وليس نهراً محلياً إثيوبياً، وأنه امتداد للنيل الأزرق الذى يتدفق من الأراضى الإثيوبية، ويمد النهر الخالد بالنسبة الكبرى من المياه التى يجرى بها فى السودان كبلد ممر، وفى مصر كبلد مصب!

الخطاب السودانى كان واضحاً بما يكفى، وكان يعيد تذكير الحكومة فى أديس أبابا بشيئين يجب ألا تنساهما فى غمرة اندفاعها نحو البدء فى ملء السد، متصورة ألا يكون للقاهرة والخرطوم رأى يؤخذ به فى موعد بدء الملء وفى مداه الزمنى!

الشىء الأول أنه لا بديل أمام إثيوبيا سوى العودة إلى مفاوضات الدول الثلاث، التى كانت قد بدأت فى واشنطن، نوفمبر الماضى، برعاية أمريكية وحضور من جانب البنك الدولى!.. كانت المفاوضات قد بدأت هناك، ثم دامت جولات وجلسات، ولكن الطرف الإثيوبى فاجأ الجميع فى الجلسة الأخيرة فلم يحضر دون مقدمات!.. وقد كان موقفاً مفاجئاً بقدر ما كان ممتلئاً بسوء النية، وقد جاء الخطاب السودانى ليلفت انتباه الإثيوبيين إلى أن ما فعلوه كان خطأ فى خطأ!

والشىء الثانى الذى نبه إليه الخطاب أن أى إجراء أحادى تتخذه إثيوبيا فى موضوع السد سوف تكون له عواقب سلبية على الأمن والسلم الإقليمى والدولى معاً.. وكان المعنى المهم أن قضية مياه السد تخص الدول الثلاث.. هذا صحيح.. ولكن المعنى الأهم من حيث العواقب السلبية إذا ما تصرف فيها الطرف الإثيوبى منفرداً، إنما تمتد إلى أمن المنطقة كلها والإقليم كله، وكذلك تمس قضية السلم العالمى، وأن على العالم فى مجلس الأمن الذى تلقى الخطاب أن يتصرف على هذا الأساس!.. وقد كان هذا الشىء الثانى الذى ينبه إليه الخطاب السودانى محور خطاب ألقاه الرئيس السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، سبتمبر الماضى!

طبعاً كانت هناك أشياء بين السودان وإثيوبيا سابقة على الخطاب، ربما تكون هى التى دعت إليه، منها مثلاً أن اعتداءً عسكرياً إثيوبياً جرى على الحدود السودانية، قبل أسبوع، ومنها أن أديس أبابا دعت الخرطوم إلى توقيع اتفاق جزئى حول السد، من وراء ظهر القاهرة، فرفضت العاصمة السودانية هذه الدعوة دون نقاش!

ويبقى الخطاب السودانى اختراقاً مصرياً ناجحاً للموقف السودانى الذى بدا محيراً لفترة، ثم يبقى شهادة فى حق المؤسسات المصرية السيادية التى تتولى الموضوع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهادة لمؤسسات السيادة شهادة لمؤسسات السيادة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon