توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصفها يكفى ويزيد!

  مصر اليوم -

نصفها يكفى ويزيد

بقلم سليمان جودة

بعد غد سوف تجرى انتخابات البرلمان فى الكويت، وبعدها سوف تتشكل حكومة جديدة هناك، وقد يتلقى رئيس الحكومة الحالى تكليفاً من الأمير برئاسة الحكومة مرة أخرى، ليبقى فيها بعض أعضائها، ويخرج آخرون!.

غير أن ما يخصنا فى الموضوع، وما يجب أن نتوقف أمامه فعلاً أن عدد أعضاء الحكومة الكويتية 15 وزيراً، وأنهم لا يزيدون على هذا العدد فى كل تشكيل وزارى جديد!

والقصة لا علاقة لها طبعاً بعدد السكان، لأنى أخشى أن يتبادر إلى زهن قارئ هذه السطور أن عدد سكان الكويت أقل من عدد السكان عندنا، وأن الوزراء عندهم بالتالى أقل!

لا.. ليست هكذا بالطبع، ولكن القصة لها علاقة مباشرة بإدراك القائم على الأمر فى البلد.. أى بلد.. أن عدد الوزراء كلما ارتفع أدى إلى تعطيل الأداء فى الدولة بوجه عام، وإلى إرباكه، وأكاد أقول إلى تعطيله، لا لشىء إلا لأن وجود وزير على رأس أى وزارة معناه المباشر وجود وزارة من ورائه، ومعنى وجود وزارة من ورائه، أن يجلس الوزير على رأس جهاز بيروقراطى ضخم، له أول وليس له فى الغالب آخر!

وفى صيف هذا العام، كانت إحدى دول شمال أوروبا قد شكلت حكومتها من 14 وزيراً، وفى الوقت ذاته، كانت إحدى الدول الأفريقية قد شكلت حكومة من 74 وزيراً، وكان هذا فى تقديرى تفسيراً كافياً لأن تكون الدولة الأولى فى شمال أوروبا، حيث رفاهية الناس، ولأن تكون الثانية فى أفريقيا، حيث بؤس كل مواطن!.

وقد ساد ظن لدينا، فى أوقات كثيرة، بأن إنشاء وزارة للقضايا والملفات الكبرى كفيل بالإسراع بمعدل الأداء فيها، وهو ظن لابد أن نراجع أنفسنا فيه بجد لأن التجربة تقول إن العكس هو الصحيح على طول الخط، وإن قيام هيئة محددة الطبيعة والأهداف يظل هو لا الوزارة الذى يكفل أن يكون معدل الأداء أفضل بكثير!.

وليس فى العالم من حولنا دولة تجعل وزارة للتعليم العالى، وأخرى للتعليم غير العالى، وثالثة للبحث العلمى، ورابعة للتعليم الفنى، كما حدث فى الحكومة السابقة.. وأن هذا لا اسم له فى الدولة التى تريد أن تنهض إلا أنه عبث حقيقى، وإهدار للمال العام، وإضاعة للوقت وللطاقة والجهد معاً!

وهكذا الحال مع الرى ومع الزراعة، أو مع النقل ومع الاتصالات أو.. أو... إلى آخر الاختراعات التى نخترعها مع كل تشكيل حكومى يجىء وكأن عندنا فائضا من المال لا نعرف أين ننفقه، فنقرر أن ننشئ له وزارة لننفقه فيها وعليها!.

نصف عدد وزرائنا يكفى ويزيد، واختصار الحكومة للنصف تماماً واجب وطنى إذا كنا نريد حقاً أن ننجز خطوة واحدة للأمام، وإذا كنا نريد أن نتعلم من تجارب العالم من حولنا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصفها يكفى ويزيد نصفها يكفى ويزيد



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon