توقيت القاهرة المحلي 16:47:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مليون عدًّا ونقدًا

  مصر اليوم -

مليون عدًّا ونقدًا

بقلم - سليمان جودة

تفكر الحكومة فى منح حافز مادى للأسرة التى تكتفى بطفلين، وإذا صح أنها تفكر فى هذا الاتجاه، فستكون هذه هى المرة الأولى التى نتعامل فيها مع الموضوع من مدخله العملى المناسب.

وقد ثبت حتى اللحظة أن كل الحلول السابقة لم يكن لها أى مردود فى ضبط الزيادة السكانية، فلا الحملات الإعلامية جاءت بنتيجة يمكن أن تكون ملموسة فى موضوعها، ولا حتى الخُطب التى سمعها الناس فى المساجد قد أدت إلى شىء محسوس.

ومن الممكن أن يتحقق بالحوافز المادية ما لم يتحقق بالحملات الإعلامية ولا بالفتاوى التى ألقاها علماء الدين من فوق المنابر على الناس.

إن دولًا فى العالم تعانى من نقص فى السكان، ومن تناقص يتزايد فى أعداد مواطنيها.. لم تجد غير طريق الحوافز المادية عندما اكتشفت أن عليها أن تغرى أبناءها بالمزيد من الإنجاب.. وفى أغسطس ٢٠٢٢ رصد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مليون روبل لكل أسرة تنجب عشرة أطفال.

ورغم أن سكان روسيا فى حدود ١٤٠ مليونًا، إلا أن هذا العدد قليل بالقياس إلى مساحة الأراضى الروسية وموارد البلاد، وربما هو قليل بالنسبة للطموح الروسى فى مكانة سياسية محددة بين الأمم.

وقد أدركت الحكومة فى موسكو أن الزيادة التى تريدها لن تتحقق بالمجان، وأن معدل الزيادة القائم لن يتغير ولو ظلت تدعو الناس إلى إنجاب المزيد من الأطفال من هنا إلى ما شاءت من السنوات، ولذلك ذهبت إلى الهدف الذى تسعى إليه من أقصر طريق.

ورصدت جائزة مليونية لكل أسرة يصل عدد أطفالها إلى عشرة، وكانت الجائزة هى مليون روبل عدًّا ونقدًا، وليست جائزة فى صورة خدمات عامة قد تحصل عليها الأسرة فى التعليم أو فى الصحة على سبيل المثال.

وإذا كان المليون روبل سيحقق الهدف هناك، فالمعنى أن الحوافز المادية قادرة ومغرية بما يكفى، وأنها مختلفة عن كل ما عداها من أساليب الإقناع.. ولابد أن الحافز الذى سيدفع الأسرة إلى الإنجاب فى روسيا سعيًا وراء الجائزة المرصودة يمكن هو نفسه أن يدفع الأسرة عندنا إلى الاكتفاء بطفلين، إذا ما كان الحافز الذى ستعلنه الحكومة مغريًا كما هو فى الحالة الروسية.

إما أن تعرف الحكومة كيف توظف موارد البلد بالطريقة التى تكفل حياة كريمة للمواطنين، وإما أن تضبط عدد السكان على قدر الموارد.. ولا يوجد حل آخر يمكن اعتماده. وإذا اختارت الحل الثانى، فربما يحقق الحافز المادى ما لم يحققه سواه.. وهو سيحقق نتيجة بالتأكيد إذا كان مغريًا، وإذا درسنا منطق الحافز الروسى ووضعناه فى الحساب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مليون عدًّا ونقدًا مليون عدًّا ونقدًا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon