توقيت القاهرة المحلي 19:35:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى مملكة الدراويش

  مصر اليوم -

فى مملكة الدراويش

بقلم: سليمان جودة

لم يشتهر شاعر صوفى بين المصريين كما اشتهر عمر الخيام، رغم أنه فارسى وليس عربيًا، ورغم أنه عاش منذ أكثر من ألف سنة.
أما سبب شهرته فلأن أم كلثوم قد غنت من رباعياته الشهيرة التى ترجمها إلى العربية شاعر الشباب أحمد رامى.. ولا شك أن الرباعية التى أطربتنا بها سيدة الغناء العربى قد جمعت المجد من أطرافه.. ولماذا لا تجمعه إذا كانت التى غنتها هى أم كلثوم، وإذا كان الذى كتبها هو الخيام، وإذا كان الذى نقلها إلى لغة القرآن هو رامى؟.

وأما كلمة «صوفى» فى حالة الخيام وفى حالة سواه فإنها لها الكثير من المعانى، ولكن المعنى شبه المتفق عليه أن الصوفى هو الرجل الذى يسلك الطريق الصعب إلى الله تعالى.. ومن بين علامات صعوبته أن الصوفيين الأوائل ارتدوا الصوف الخشن وفضلوه على بقية الثياب تقربًا إلى السماء.. ولو أنت قرأت كتاب «منطق الطير» لفريد الدين العطار، وهو صوفى آخر كبير، فسوف ترى أنه رسم فيه بعضًا من معالم الطريق إلى الله، وأنه رآه طريقًا لا يكمله إلى غايته إلا أولو العزم من الناس، وما قال به العطار تفاصيله كثيرة ليس هذا مكانها.

وليس أفضل من رمضان إذا كان الحديث حديث تصوف وصوفية، وهذا ما أدركته الأستاذة قصواء الخلالى فخلعت رداء السياسة الذى كانت ترتديه قبل شهر الصيام، وهى تقدم برنامجها على قناة سى بى سى، وراحت ترتدى ثوبًا آخر فى برنامج «مملكة الدراويش» الذى تقدمه على القناه الأولى بعد الإفطار طوال النصف الثانى من الشهر.. وما تقدمه يمثل وجبة روحية عالية، فكأنها تدعو الصائمين إلى أن يتغذوا روحيًا على مائدتها، بعد أن أعطوا الجسد غذاءه قبلها بلحظات!.

وهى تعمل بالآية التى تدعونا إلى أن نسأل أهل الذكر والاختصاص، فتدعو واحدًا من أهل التخصص الكبار فى كل ليلة، ثم تتركه يخاطب مشاهدى القناة بما يفيض الله عليه من علم، ومن نور، ومن فيوضات لا يعرفها إلا الذين قرأوا فى كتاب الصوفية الزاخر.

وسوف تكتشف، وأنت تتابع، أنك صوفى بمعنى من المعانى، لأن الصوفية الأوائل لم يحتكروا الطريق إلى الله، ولكنهم فقط أشاروا إليه، وقالوا إنه طريق يحتاج إلى جهد، ثم إلى مجاهدة، وأن البدء فيه لا يعنى الوصول!.

ولا يجسد هذا المعنى إلا الحوار العابر الذى دار ذات يوم بين رجل صوفى وبين رجل عالم، فكلاهما كان يعرف أن هدفه واحد فى السعى نحو الحقيقة المجردة، ولذلك بادر الصوفى فقال لصاحبه العالم: ما أراه تعرفه.. وقد سارع العالم فقال: وما أعرفه تراه!.

الهدف هو الله تعالى، ولا فرق بين أن تصل بعقلك، أو أن تصل بقلبك، ففى الحالتين وصول، ولكن الأداة هى التى تختلف من حالة إلى حالة، وإذا وصلت فسوف تسمع مَنْ يهمس لك ويقول: أهلًا بك فى مملكة الدراويش!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى مملكة الدراويش فى مملكة الدراويش



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon