بقلم - سليمان جودة
لا أعرف مدى العلاقة التى تربط بين صندوق تحيا مصر وبين مستشفى ٥٧، ولكنى أذكر أنى رأيت مدير المستشفى مرة فى حفل إفطار رمضانى أقامه الصندوق ودعا إليه السيد الرئيس.. وبعبارة أوضح: هل تبرع ٥٧ ذات يوم للصندوق؟.. وإذا كان قد حدث فمتى؟، وكيف؟، وكَمْ كان حجم التبرع؟!.
إننى أتساءل فقط، ولا أقطع بشىء، لأن الكلام الذى يتردد عن أن تبرعاً من هذا النوع قد جرى ذات يوم،
وعن أن مدير ٥٧ يستقوى به، فى حاجة إلى مَنْ يؤكده أو ينفيه!.
والكلام نفسه فى حاجة إلى شىء آخر أهم، هو صدور بيان من الصندوق يقطع فيه بأن التبرع للصندوق لا يمثل حصانة من المساءلة لأحد.. وبصراحة فلقد شاع بين كثيرين أن التبرع لتحيا مصر نافذة إلى اكتساب حصانة ضد أشياء!.. وهذا مما يؤسف له طبعاً.. ولا يمكن أن يرضاه الرئيس!.
وليس من الصعب على المتابع للأحوال العامة فى المجتمع أن يلمح مثل هذه المعانى بالعين المجردة، ولا من الصعب عليك أن ترى أن بعض الذين تبرعوا للصندوق إنما فعلوا ذلك ليس لوجه الله، ولا لوجه البلد، ولكن للتمسح فى رئيس الجمهورية، والاحتماء به بالتالى!!.
إن فكرة الصندوق فكرة نبيلة للغاية، ويكفيه هذا الجهد المُشرّف الذى يبذله فى مقاومة فيروس سى، بهدف القضاء عليه تماماً فى ٢٠٢٠، وسوف نظل نذكر للرئيس أنه صاحب الفكرة، وأنه أول مَنْ أمر بتخصيص الجزء الأكبر من موارد تحيا مصر لملاحقة هذا الفيروس، ومطاردته، ومكافحته، وصولاً إلى لحظة بعد عامين تقريباً من الآن، لا يكون له فيها وجود فى البلد!.
وكنت قد دعوت الصندوق إلى إصدار بيان منتظم، يقول فيه بوضوح لا يعرف اللبس إن حجم التبرعات وصل إلى كذا، وإن تفاصيلها هى كيت، وإن الذين تبرعوا هُم فلان وفلان.. واليوم أكرر الدعوة نفسها، مع إضافة شىء جديد إلى مثل هذا البيان عندما يصدر.. هذا الشىء هو أن التبرع مساهمة تطوعية فيما يحقق صالح بلد، وليس باباً إلى تحقيق مصالح شخص أو جهة، ولا هو قناع من أقنعة الأمن والسلامة، التى يمكن أن يتحرك بها المتبرعون بين الناس!.
تحيا مصر ليس ستاراً لحماية أحد، وليس قُبعة من قبعات التمييز على رأس المتبرع.. هذا ما أعتقد عن يقين فيه.. ولكن الدولة فى حاجة إلى أن تقوله بمنتهى الصراحة وعلى الملأ.. لعل المتمسحين يمتنعون!.
نقلًا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع