توقيت القاهرة المحلي 08:54:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصادق المهدي متعلمًا!

  مصر اليوم -

الصادق المهدي متعلمًا

بقلم : سليمان جودة

رحل الصادق المهدى الذى اشتهر بأنه حكيم السودان، فكتب فيه الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء السودانى، يقول: كان دالة للديمقراطية، ونموذجاً للقيادة الراشدة، وصفحة من الحلم والاطمئنان، وبرحيله انطفأ قنديل من الوعى يستغرق إشعاله آلاف السنين من عمر الشعوب!

أما محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة فى السودان، فقال فيه: انطفأ برحيله سراج الحكمة والوعى بقضايا وهموم هذا البلد!

والذين قرأوا جانباً من تاريخه السياسى الطويل، يعرفون أنه كان فى الحكم رئيس وزراء منتخباً يوم ٣٠ يونيو ١٩٨٩، ويعرفون أن انقلاباً للإسلاميين بقيادة حسن العرابى وقع فى ذلك اليوم من ذلك العام، وأنهم استمروا فى حكم البلاد ثلاثين سنة تحت واجهة اسمها عمر البشير إلى أن سقطوا السنة الماضية!

انقلبوا على رئيس الوزراء المنتخب وحكموا ثلاثة عقود من الزمان، فلما رحلوا كان السودان الموحد قد انقسم بلدين، وكانت إسرائيل تقول إنها ستعطى الخرطوم قمحاً بخمسة ملايين دولار، وكانت البلاد موضوعة فى قائمة الإرهاب أمريكياً، ولا تستطيع مغادرتها إلا بثمن فادح!

فماذا لو دام حكم الصادق المهدى.. وماذا لو لم ينقلبوا عليه؟!

إنك تستطيع أن تتوقف فى حياته عند الكثير من المحطات، ولن تكون أول محطة أن أجداده الأوائل هم الذين أنشأوا مدينة أم درمان التى احتضن ترابها جسده قبل أيام، ولا آخر المحطات أن جده الأكبر هو الذى أسس الدعوة المهدية الشهيرة التى قاومت الإنجليز حتى الاستقلال!

تستطيع أن تتوقف أمام شىء من هذا، وتستطيع أيضاً أن تتوقف أمام زعامته التاريخية لحزب الأمة الذى ما دخل انتخابات إلا اكتسحها دون منافس!.. ولكن ما يجب أن تتوقف أمامه أكثر أن هذه العقلية الكبيرة، التى عاش الرجل يحملها فى رأسه، كانت حصيلة التعليم الراقى الذى تلقاه.. فلقد تخرج فى كلية ڤيكتوريا فى الإسكندرية التى تخرج فيها الكثيرون من النوابغ وأصحاب العقول!

وقد غادرها ذات يوم ليدرس فى جامعة أوكسفورد، أعرق جامعات بريطانيا، التى حصل منها على الماجستير فى الاقتصاد!.. وهذه جامعة لا يتخرج فيها أحد، إلا ويكون علامة من العلامات فى بلاده وخارجها.. ولو لخصنا تاريخه لقلنا إنه رجل تعلم كما يتعين أن يكون التعليم، وإنه تمنى لو استطاع توظيف تعليمه فى خدمة بلده، لولا أن انقلاب الإسلاميين قد بدد المسيرة وأجهض التجربة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصادق المهدي متعلمًا الصادق المهدي متعلمًا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 04:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
  مصر اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon