توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوزير.. والدولة!

  مصر اليوم -

الوزير والدولة

بقلم سليمان جودة

أتابع انتقال الدكتور الهلالى الشربينى من مدرسة إلى مدرسة، وأراه فى انتقاله بين المدارس راغباً فى أن يكون فى البلد تعليم جيد، ولكنه سيد العارفين أن الرغبة لا تؤدى إلى شىء ما لم تقترن بقدرة!

والقدرة ليست عنده، وبمعنى آخر، فالقدرة فى التعليم خصوصاً لا يوفرها الوزير مهما كانت قوته، وإنما توفرها الدولة إذا كان التعليم كقضية من بين أولوياتها، أو لا توفرها إذا لم يكن على رأس الأولويات، وهذا بكل أسف هو الوضع الحاصل حالياًَ!

إننى أسجل للدكتور الهلالى أنه فى بدء العام الدراسى الماضى قد رصد عشر درجات لحضور التلاميذ فى فصولهم، وانضباطهم، وأسجل له أنه صمم على أن يحسب الدرجات العشر لكل تلميذ منضبط، وكل تلميذ يحرص على حضوره إلى مدرسته، ثم أسجل له كذلك أنه صمم على خصم الدرجات العشر من كل تلميذ مستهتر، وكل تلميذ مستهين بمدرسته!

وفى الوقت نفسه، فإننى أسجل على المهندس شريف إسماعيل أنه خذل وزيره، وأنه لم يسعف الدكتور الهلالى، وأنه- أقصد رئيس الوزراء- قد ألغى الدرجات العشر، بما أدى أن يتشجع الطلاب على عدم الحضور، وأن يتبجحوا فى عدم الانضباط، وأن تخلو الفصول الآن، ونحن لانزال فى بدء العام الدراسى، من طلابها!

إننى أدعو المهندس إسماعيل إلى أن يزور أى فصل دراسى، من فصول الثانوية العامة تحديداً هذه الأيام، وسوف يجد أن طلابها هجروها، وأنها خاوية من أى طالب، وأن الشائع بين الطلاب أن الشهادة الثانوية ليست فى حاجة إلى أن يواظب طلابها على أى حضور، ولا إلى أن يعرفوا انضباطاً فى حياتهم!

أدعوه إلى أن يزورها، بشرط أن تكون زيارة مفاجئة بالمعنى الحقيقى، حتى لا يسارع المدير ويستدعى الطلاب ثم يرصهم أمام رئيس الوزراء، إلى أن تنتهى الزيارة، وينصرف!

أدعوه بجد، ومن منطق الغيرة على وضع تعليمنا، وعلى مستقبل بلد، لن نراه على ما نحب إلا بالتعليم الجيد، لا بشىء غيره أبداً.. أدعوه ليرى عواقب قراره بإلغاء الدرجات العشر.. أدعوه ليساند الوزير فى إعادتها، وفى التمسك بها، وفى التصميم عليها، وإلا فإن إغلاق فصول الثانوية أفضل، لأننا على الأقل سوف نوفر ما ننفقه عليها، دون جدوى من ورائه!... وأدعوه، بعد ذلك، إلى أن يصارح رئيس الدولة بأن كل ما يفعله الرئيس لن يكون ذا جدوى فى غاية المطاف ما لم يقترن بصرف الاهتمام الفعلى إلى التعليم، على نحو ما يجب، فالاستثمار فى بناء الإنسان لا بديل عن أن يسبق أى استثمار، فى أى بناء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوزير والدولة الوزير والدولة



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon