توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سؤال يؤرقنى!

  مصر اليوم -

سؤال يؤرقنى

سليمان جودة

كنت فى سوريا، أغسطس الماضى، ومررت من اللاذقية إلى طرطوس على البحر المتوسط، ثم إلى حمص شرقاً، ومن بعدها دمشق فى الجنوب من حمص، وتجولت فى العاصمة والمدن الثلاث لساعات طويلة، ورأيت بعينى كيف أن سوريا التى على الأرض مختلفة عن سوريا التى فى الإعلام.. إعلامنا وإعلام غيرنا على السواء!

وعلى كل لسان كان هناك سؤال واحد: أين مصر منا.. ولماذا تتركنا وحدنا؟!. وكان كل مواطن سورى صادفته يرى أن حضور القاهرة فى سوريا ليس هو الحضور الذى ينتظرونه كمواطنين سوريين، لا كحكومة، ولا هو الحضور الذى يليق بنا.. وكان عندهم الكثير من الحق!.

ولا يكاد أحد هنا ولا هناك، يصدق أن يوماً قد جاء علينا قرر فيه المعزول محمد مرسى قطع العلاقات بين البلدين.. فهذا هو آخر ما كان العقل يتصوّره.. ولكن يبدو أن الواقع يكون أحياناً أقوى من الخيال!.

ومن بعد مرسى عادت العلاقات، ولكن على مستوى «قائم بأعمال».. ولاتزال علاقاتنا مع سوريا عند هذا المستوى الدبلوماسى المنخفض، فلا سفير لنا فى دمشق، ولا سفير لهم فى القاهرة، وأظن أن الذين سيقرأون هذه العبارة الآن، سوف لا يكادون يصدقون أنه لا سفير هنا ولا سفير هناك.. كيف.. ولماذا.. هذا هو الحاصل بكل أسى، ثم بكل أسف!.

وعندما راجت شائعة، قبل أيام، عن عودة سفيرنا إلى سوريا، نفت الخارجية الخبر وبشكل بارز وواضح.. وكأن عودة السفير تهمة نسارع إلى نفيها عن أنفسنا!.

وعندما قال حسنى مبارك لهشام ناظر، سفير السعودية فى القاهرة عام ٢٠٠٥، إن القاهرة والرياض جادتان فى فعل كل شىء لإنقاذ سوريا، أظن أنه كان صادقاً فيما قال، وأظن أيضاً أن مصر والسعودية بذلتا الكثير من أجل أن تظل الأرض السورية أرضاً واحدة، لا أرضين، ولا ثلاثًا.. قد تكون الأداة نحو هذا الهدف مختلفة عندنا عنها فى السعودية، ولكن أعتقد أن الهدف فى النهاية واحد، وأنه لا أحد فى البلدين يرضى بأن يأتى حل فى النهاية.. أى حل.. على حساب وحدة الأراضى السورية.. لا أحد فى البلدين سوف يرضى بذلك أو يقرّه أبداًَ!.

إننى أعرف أن للقاهرة دوراً فى سوريا، وفى قضيتها، أكبر بكثير مما هو معلن، ومما هو قائم أمام أعيننا.. وفى سوريا يعرفون ذلك ويحدثونك عنه، ولكنهم يريدون الدور المعلن أكبر مما هو حادث، ونريد نحن أن نكون على يقين من أن الدور الأكبر، رسمياً ليس وقوفاً فى صف نظام سورى حاكم، بقدر ما هو وقوف مع شعب سورى فى خندق واحد.

والواضح أن أحمد أبوالغيط، أمين عام الجامعة العربية، يملك رؤية وهو يتحدث بإصرار عن توافق عربى، روسى، أمريكى للوصول إلى حل نهائى فى سوريا.. هو يعرف ماذا يجرى هناك ويتابعه بدقة، وأنا أثق فى نواياه وفى قدراته وفى تصميمه الذى تجسّد يومًا فى عبارته: كل من يفكر فى التجاوز على حدودنا مع غزة سوف نكسر رجله!.

سؤالى هو: هل الذين لم يسمحوا لمبارك عام ٢٠٠٥، سيسمحون لـ«أبوالغيط» فى ٢٠١٦؟!.. إنه سؤال يؤرقنى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سؤال يؤرقنى سؤال يؤرقنى



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon