توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجنة الأمريكية

  مصر اليوم -

الجنة الأمريكية

بقلم - سليمان جودة

«إلهان عمر» وجه سياسى أمريكى معروف، وهى سيدة سمراء من أصل صومالى، وقد جرى انتخابها عضوًا في مجلس النواب الأمريكى عن ولاية مينيسوتا في ٢٠١٦.

وفى وقت من الأوقات، كان المجلس يضم نجمتين في العمل البرلمانى، وكانت إلهان هي النجمة الأولى، والثانية هي رشيدة طليب، التي تنتمى إلى أصول فلسطينية، والتى جرى انتخابها عضوًا هي الأخرى ولكن عن ولاية ميتشيجان.

وقد شغلت إلهان حديث الإعلام في الولايات المتحدة وخارجها طوال أيام مضت، وكان السبب أن الجمهوريين الذين امتلكوا أغلبية في مجلس النواب خلال انتخابات التجديد النصفى في نوفمبر قد جردوها من عضوية لجنة الشؤون الخارجية.

وإذا كانت الولايات المتحدة قد عرفت إرهاب المكارثية في النصف الأول من القرن العشرين، وإذا كان نائب مجلس الشيوخ وقتها جوزيف مكارثى قد راح يطارد كثيرين ويتهمهم بأنهم شيوعيون، فالنائبة إلهان عمر تعرضت لمكارثية من نوع جديد في القرن الحادى والعشرين!.

في النصف الأول من القرن الماضى كانت تهمة الشيوعية كفيلة بإلقاء أمريكيين وراء الشمس، وكان النائب مكارثى يُشهر سلاح مكارثيته في وجه كل الخصوم السياسيين.. وقد اشتهرت المكارثية أيامها وبعدها، وكانت بقعة سوداء في ثوب السياسة الأمريكية.

وكانت سلاحًا من أسلحة الارهاب السياسى.. والمفارقة أن الرجل الذي طرد إلهان من اللجنة يحمل الاسم نفسه، فهو جوزيف مكارثى الذي يتولى زعامة الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، والذى وصل إلى زعامة الأغلبية بصعوبة بالغة.

ولا يوجد فرق كبير بين المكارثية القديمة والجديدة، لأن الذين طاردهم مكارثى القديم بتهمة الشيوعية، إذا كانوا قد فقدوا وظائفهم بسبب تلك التهمة، فالذين قرر مكارثى الجديد أن يطاردهم ويطردهم، وفى المقدمة منهم إلهان عمر، يواجهون تهمة جديدة هي إطلاق تصريحات معادية لإسرائيل.

والحقيقة أن النائبة المطرودة لا تعادى إسرائيل، ولكنها تعادى سياستها في الأراضى الفلسطينية المحتلة.. وهناك فارق ضخم بين أن تعادى الدولة وبين أن تعادى سياستها وتعترض عليها.

ولكن هذا لا يعرفه الجمهوريون بالطبع ولا يأتى على هواهم في المجلس، ولذلك حرموا إلهان من جنة اللجنة، وقرروا طردها إلى خارج الجنة التي لا يدخلها معادون من أمثال النائبة السمراء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنة الأمريكية الجنة الأمريكية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon