بقلم سليمان جودة
حين تابعت، مؤخراً، ما قام به الأستاذ سمير تكلا فى ملف السياحة، بين القاهرة ولندن، حيث يقيم ويعمل الرجل منذ سنوات، عادت ذاكرتى على الفور، إلى ما كنت قد قرأته، ثم سمعته فى الكويت، قبل شهر من الآن!
يومها، قرأت فى صحيفة كويتية، أن 160 كويتياً تقدموا لشغل موقع مدير مكتب إعلامى خارج البلاد!
فكرت فى أن أسأل الشيخ سلمان الحمود، وزير الإعلام، عن أصل الحكاية، ولكنه كان فى البرازيل مرافقاً لوفد بلاده فى البطولة البارالمبية، فطلبت الأستاذ طارق المزرم، وكيل أول الوزارة، وعرفت منه، أنهم قرروا فتح خمسة مكاتب إعلامية فى خمس عواصم، هى: القاهرة، الرياض، باريس، لندن، ثم واشنطن!
وروى لى، كيف أنه تعهد فى خطاب مكتوب، أمام مجلس الوزراء، بأن تحقق المكاتب الخمسة الهدف من افتتاحها، وأن هذا الهدف قد تم وضعه مسبقاً وتحديده بدقة، وأن الفكرة إذا نجحت سوف يتوسعون فيها، وإذا لم تنجح، فسوف يتوقفون عنها.. هكذا بكل صراحة ووضوح!
أدركت الكويت إذن أن الإعلام فى الخارج ملعب مفتوح، وأن الأهداف فيه يحرزها الذين تهيأوا لذلك، فقط، وأن القصة لها علاقة وثيقة بالاحتراف الإعلامى فى مخاطبة الخارج، وأنه من المهم أن يكون الذين عليهم أن يتصدوا لمثل هذه المهمة مؤهلين لها تماماً، وإلا فإن الإنفاق عليهم يصبح إهداراً لمال عام!
وحين أحالنى الأستاذ المزرم، إلى الأستاذ فيصل المتلقم، وكيل الوزارة المساعد للإعلام الخارجى، قال إن الذين تقدموا 123، وليسوا 160، وأن تصفية جادة ودقيقة سوف تجرى للمتقدمين، لاختيار أفضل خمسة من بينهم، وأن المكاتب الخمسة سوف تبدأ عملها مع بدء العام الجديد، وربما قبل!
لماذا أروى هذا كله تفصيلاً؟!.. أرويه لأقول إن ما قام به الأستاذ تكلا هو بالأساس عمل مكتب إعلامى مصرى محترف فى العاصمة البريطانية، لا عمل مواطن محب لبلده وغيور عليه، وأن الرجل قد جاء بوفد برلمانى إنجليزى، وطار به إلى شرم، ثم عاد، لينشر حصيلة الرحلة التى كانت إيجابية جداً، فى 18 صحيفة إنجليزية، وأنه من الإنصاف هنا أن نقول، إن الأستاذة رشا العزايزى، مستشارتنا السياحية هناك، قد قامت بدور مشكور فى إعداد وفى صياغة ما تم نشره، وهى سيدة نشطة، أعرفها منذ كانت مع الوزير الهمام هشام زعزوع!
ما قام به سمير تكلا تقوم به مؤسسات، ولكنه أنجزه متطوعاً ومنفرداً، أو بالتعاون مع العزايزى، بمعنى أدق، وإذا كان الوفد الذى استقدمه الرجل قد عاد إلى عاصمة الضباب، ثم روى فى صحفها أن شرم آمنة، وأن سياحتهم لابد أن تعود إليها، فمعنى هذا، أننا مقصرون فى حق أنفسنا وسياحتنا للغاية، وأن إعلامنا المحترف غائب فى الخارج، وأن هذه «الهيصة» الإعلامية الداخلية لا تصل آخر المساء إلى أحد سوانا، وأننا يجب أن نتدارك الأمر بسرعة.. بل بأقصى سرعة، لأنه لا أحد سوف ينتظرنا!
أريد أن أسمع أن جهة فى الدولة.. أى جهة.. قد أخذت عمل تكلا، ثم راحت تبنى عليه!