بقلم : سليمان جودة
لا شىء يستحوذ على الاهتمام بين واشنطن وتل أبيب هذه الأيام، سوى المكالمة التليفونية التى جلس رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ينتظرها من الرئيس الأمريكى جو بايدن منذ العشرين من يناير.. ولكن انتظاره طال دون جدوى!
ومن الواضح أن نتنياهو يجلس على نار فى الانتظار، وأنه لا ينتظرها فى حد ذاتها وإنما يريد توظيفها فى الانتخابات التى سيذهب إليها الشهر المقبل لعل قلبه يطمئن!
وما يقلقه أنها تأخرت بأكثر من اللازم، وأن مبررات تأخرها أو تأخيرها ليست واضحة، وأن ترامب اتصل به عام ٢٠١٧ بعد دخوله البيت الأبيض بيومين اثنين، بينما بايدن أمضى فى مكتبه ما يقرب من الشهر دون تفكير فى الاتصال!
وعندما سألوا المتحدثة باسم البيت الأبيض فى الأمر، فإنها قالت ما معناه إن الرئيس الأمريكى اتصل بعشرة رؤساء فى العالم بالكاد، وإن عدم الاتصال بنتنياهو لا يعنى أن تغييراً طرأ فى العلاقة بين البلدين، وأن الاتصال سيجرى قريباً وإنها لا تستطيع تحديد موعده!
وبالطبع فإن قريباً هذه سوف تزيد من قلق رئيس وزراء إسرائيل لأنها مفتوحة بغير أفق، ولأن البيت الأبيض ربما يفكر فى النأى بنفسه عن الاشتراك فى محاولات توظيف مكالمة منه فى معركة انتخابية إسرائيلية يرغب نتنياهو فى كسبها بأى ثمن، لأنه يعرف أن عدم كسبها معناه ذهابه إلى السجن فى اتهامات كثيرة كان يقف فى بعضها أمام العدالة قبل أيام!
ولكن.. بعيداً عن الأسباب الحقيقية التى دعت بايدن الى كسر عادة أمريكية إسرائيلية، فإن أول اتصال له بعد دخوله مكتبه كان مع رئيس وزراء كندا، وكان الثانى مع رئيس المكسيك، ثم توالت اتصالاته العشرة الأولى لتكون مع عواصم أوروبية وجنوب آسيوية بالأساس!
وهذا يعنى أن أولوياته هى نفسها أولويات الناخب الأمريكى الذى جاء به الى منصبه.. وبالذات الناخب اليهودى الأمريكى.. فالإحصاءات وقت الانتخابات قالت إن ٧٧٪ من الناخبين اليهود الأمريكيين منحوا أصواتهم لبايدين لا لترامب، وأن أولوياتهم فى منح الأصوات له كانت خمسة، وأن ترتيب سلم الأولويات كان هكذا: كورونا، المناخ، التأمين الصحى، الاقتصاد.. ثم إسرائيل!