توقيت القاهرة المحلي 15:52:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تطيقه ليبيا ولا تحتمله!

  مصر اليوم -

لا تطيقه ليبيا ولا تحتمله

بقلم : سليمان جودة

يعجبنى في عبدالحميد دبيبة، رئيس وزراء ليبيا الجديد، أنه منفتح على جميع الليبيين، وأنه لما بدأ اختيار أعضاء حكومته الجديدة قال إنه لن يختار عضوًا فيها لا يكون قادرًا على الذهاب إلى أي مكان في البلاد دون مشكلات.. والمعنى أنه يريد وزراء يمثلون الأراضى الليبية كلها ولا يمثلون جانبًا فيها دون جانب آخر!

ولكنى لست مستريحًا إلى الطريقة التي قال إنه اختار بها، لأنها طريقة تقول تقريبًا بعكس ما كان قد صرح به في موضوع الاختيار من قبل!

فهو يقول إن قائد الجيش سوف يكون من الشرق الليبى، وإن رئيس الأركان سيكون من الغرب، بينما وزير الداخلية من الجنوب!.. وهكذا في باقى الوزراء الذين وزعهم ثلاث فئات: وزراء سيادة.. وزراء خدمات.. ثم وزراء على رأس وزارات إنسانية!

وهذه مسألة ليست مريحة سياسيًا، ولا هي تبعث على الاطمئنان، لأنى أتصور أن كل مواطن ليبى طبيعى يريد وزراء ليبيين وفقط.. وزراء يقدمون جنسيتهم الليبية على كل ما عداها.. وزراء يكون انتماؤهم إلى البلد كله في عمومه لا إلى منطقة فيه دون منطقة!

ولست مستريحًا كذلك إلى ما قيل في كل التقارير الصحفية عن لمياء بوسدرة، المرشحة لمنصب وزير الخارجية في حكومة الرجل!.. لقد قيل عنها إنها قريبة من عبدالحكيم بلحاج، الأمير السابق للجماعة الإسلامية الليبية!.. وهذه معلومة تظل في حد ذاتها مقلقة للغاية، لأن بلحاج قصة كبيرة في ملف التطرف والعنف هناك، ولأنه مرتبط بعلاقات معلنة مع دول محددة في المنطقة لا ترغب في استقرار ليبيا، كما أن دوره في مرحلة ما بعد سقوط حكم العقيد القذافى لايزال محاطًا بالكثير من علامات الاستفهام!

الصيغة التي تجعل الوزراء الجدد موزعين على أساس المناطق، هي صيغة جربناها في دول عربية أخرى على أساس آخر غير المناطق، ولم ينتج عنها أي شىء مفيد للبلد والناس!.. لا في العراق على سبيل المثال.. ولا بالطبع في لبنان من قبل العراق!

ولكن.. ما يخفف من وطأة مثل هذه الطريقة في اختيار وزراء دبيبة أن حكومته مؤقتة، وأنها تمهد لانتخابات رئاسية وبرلمانية ستُجرى في ديسمبر المقبل.. وعندها سوف لا يكون لمثل هذا المعيار في الاختيار أي مبرر، لأن ليبيا لا تحتمله ولا تطيق عواقبه!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تطيقه ليبيا ولا تحتمله لا تطيقه ليبيا ولا تحتمله



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 14:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
  مصر اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon