بقلم : سليمان جودة
لا يزال الذهب هو المعدن الأغلى فى نظر كثيرين، ولا نزال نقول عن الشىء إنه يُوزَن بالذهب، إذا أردنا الإشارة إلى قيمته العالية!
ولم يكن الأمر يختلف عندما قلنا عن البترول إنه الذهب الأسود، وعن القطن إنه الذهب الأبيض، وعن الزعفران إنه الذهب الأحمر، الذى تنتجه كشمير الباكستانية بغزارة، والذى يظل الأغلى فى سوق التوابل!
وعندما قرأت تفاصيل توجيهات الرئيس، المنشورة صباح أمس، بإنشاء مدينة للذهب وفق أحدث التقنيات، وبما يتفق وتاريخ مصر الحضارى، أحسست أن هذه المدينة حين ترى النور سوف تكون مرحلة متقدمة من مراحل التعامل مع هذا المعدن النادر بين سائر المعادن!
فالمدينة سوف تكون للذهب وحده دون سواه من المعادن، وسوف توفر مستلزمات الإنتاج والصناعة، وسوف تُقام فيها المعارض، وسوف تشهد تدريبًا للعمالة على ما يجب أن يكون!
والمهم فى الموضوع أن الرئيس دعا إلى التدقيق فى اختيار موقع المدينة الجديدة، بما يجعلها تستفيد من شبكة الطرق والمحاور الجديدة، وبما يجعل الذهاب إليها ثم العودة منها أمرًا سهلًا، وبما يُغْرِى الناس بزيارتها، والتردد عليها، والارتباط بها!
وهذه مسألة تبين أن مد شبكات الطرق الجديدة لا يكون هدفًا فى حد ذاته، ولكنه يتم عن رغبة فى أن يتجه أصحاب الاستثمارات إلى العمل النشط على جوانب هذه الطرق، وأن تنشأ وجوه للحياة بكل صورها على طول امتداد كل طريق جديد، وأن يكون ذلك كله دعوة إلى خلق فرص عمل للشباب، بعيدًا عن العمل الحكومى، الذى عاش المصريون عقودًا من الزمان لا يعرفون سواه!
ولا بد أن التفكير فى إنشاء مدينة بهذا المسمى مرتبط بحركة غير عادية يشهدها قطاع الثروة المعدنية، الذى يتبع وزارة البترول.. فلقد دعوت مرارًا إلى وضع هذا القطاع فى إطاره الصحيح، من حيث حجم الثروات التى يضمها على أرضنا.. وكنت قد أشرت أكثر من مرة إلى أن القطاع يعيش حالة مختلفة مع المهندس طارق الملا، وزير البترول، الذى أظن أنه أعطاه اهتمامًا على مستوى تدريب البشر، وعلى مستوى التشريع المطلوب للعمل بوتيرة أسهل وأسرع!