بقلم : سليمان جودة
المعانى المهمة التى ضمها خطاب الرئيس السيسى فى ذكرى مولد الرسول الكريم لابد من ترجمتها إلى العالم فى الخارج، وكذلك المعانى المهمة أيضًا التى جاءت فى خطاب الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب!
علينا بالطبع أن نظل نتذكر هذه المعانى على مستوانا نحن هنا.. أقول نتذكرها لأننا فى الأصل نؤمن بها، ثم قد ننساها فى غمرة الحياة.. ولكن الأهم أن نضعها أمام الخارج باللغة التى يفهمها، خصوصًا أنها تأتى فى هذا التوقيت، الذى يمتلئ بالصخب حول الرسوم المسيئة فى فرنسا!
مما قاله الرئيس أن حرية التعبير التى يتحدثون عنها فى قضية الرسوم هى حق لا جدال فيه، ولكنها يجب أن تتوقف عند الحد الذى تتحول عنده من حرية تعبير إلى شىء يجرح مشاعر مليار ونصف المليار مسلم!.. وهذه حقيقة بمثل ما أن حرية التعبير حق، وليس من الممكن ممارسة الحق فى التعبير، ثم تجاهل الحقيقة التى ترتبط به ولا يجوز أن تفارقه!
ومما قاله الإمام الأكبر أن المسلمين فى أنحاء الأرض مَدْعُوُّون إلى التزام الطرق السلمية فى التعبير عن رفضهم الإساءة إلى نبى الإسلام.. وهذا معنى مهم للغاية، ولابد من وضعه فى إطار فى كل مكان حول العالم، وفى فرنسا بالذات، لأنها هى التى شهدت فى الأيام الأخيرة رسومًا مسيئة ومعها عنف ترتب على الرسوم!
لابد من وضعه فى إطار لأن المعنى المهم فيه هو أن رأس المؤسسة الدينية الكبرى فى العالم الإسلامى، وليس فى مصر وحدها، يدعو كل مسلم فى فرنسا وفى غيرها إلى أن يلتزم الأدوات السلمية تمامًا فى التعبير عن أى رفض من جانبه لأى رسوم من هذا النوع!
أما وجه الأهمية فيما يقوله الشيخ الطيب فهو أن الرجل يطلب التحلِّى بأخلاق صاحب الذكرى، عليه الصلاة والسلام.. ولذلك.. فإن كل إنسان ينقش رسومًا مسيئة أو يروج لها سوف يصله منّا أن أخلاق نبى الإسلام، التى سعى بها بين الناس، لم تكن تدعو إلى عنف ولا تقبله، حتى مع الذين يسيئون إليه!
علينا أن نتحدث مع الآخرين فى هذا الشأن بدلًا من الحديث مع أنفسنا لأن تكرار الرسوم مرة بعد مرة يعنى أننا لم نصل إليهم، وأننا لم ننجح فى إقناعهم بالحقيقة، التى ترتبط بالحق فى التعبير بالضرورة ولا تنفصل عنه فى كل الأحوال!