توقيت القاهرة المحلي 20:21:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

درس الحديد والصلب!

  مصر اليوم -

درس الحديد والصلب

بقلم : سليمان جودة

قرار تصفية شركة الحديد والصلب قرار صعب للغاية.. ليس على الحكومة وحدها.. وإنما على كل مواطن عاش يراها رمزًا من الرموز!

ولكن عندما تطالع التفاصيل تكتشف أنه لا بديل آخر، وأن الحكومة جربت كل الحلول فلم تصل إلى شىء، وأن قرار التصفية كان هو البديل الوحيد، وأنه أقرب ما يكون إلى الدواء المر بالنسبة للاقتصاد الذى ينزف مليارًا من الجنيهات سنويًا، هى خسائر الشركة!

عشنا نسمع عن الحديد والصلب، وعشنا نقرأ عن الصرح الكبير الذى تمثله الشركة، وعشنا نعرف أنها من شركات الطرح العام التى كان مواطنون كثيرون يملكون أسهمًا فيها.. فإذا بهم فى لحظة يكتشفون أنهم يملكون هواءً فى أيديهم، وإذا بنا نستيقظ على أن ديونها تقترب من عشرة مليارات جنيه، وأن على الدولة أن تدفع من خزانتها العامة مرتبات عمالها الذين يزيد عددهم على السبعة آلاف!

من حديث قبل شهور مع الوزير المختص هشام توفيق، فهمت أن الدولة حاولت الاحتفاظ بالشركة بأى طريقة، فكان الاحتفاظ بها استمرارًا للنزيف ليس أكثر، وفهمت أيضًا من حديثه يومها أن الدولة حاولت إعادتها إلى ما كانت عليه فى السابق، فكانت الخسائر تتراكم وتزيد ولا تتوقف.. ومن حديث الرجل عن الشركة قبل أيام نفهم أن المستثمرين الذين تقدموا للشراء انسحبوا جميعًا فى اللحظة الأخيرة، وأن واحدًا فقط هو الذى استمر، وأنه كان مقاولاً ولم يكن مستثمرًا!

وكان لابد من قرار شجاع، وكان لابد للقرار أن يمتلك الشجاعة التى جعلت الدولة تقتحم ملف الدعم بعد فزع متوارث من الملف دام أربعة عقود من الزمان!.. ولولا شجاعة القرار لكان نزيف الدعم مستمرًا معنا إلى الآن، ولكانت «العقدة» التى أفزعت حكومات سابقة متتالية منه لاتزال تخيف الحكومة الحالية!

ولا درس من تجربة «الحديد والصلب» سوى أن الدولة مدير فاشل، وأن عليها أن تتيح المساحة الأكبر للقطاع الخاص، وأن تشجعه، وأن تمنحه المزايا، وأن تُفسح له الطريق، وألا تزاحمه.. وعندها سوف تكسب مرتين: مرة عندما لا تتحمل من خزانتها عواقب الإدارة الفاشلة.. وأمامنا ملف الحديد والصلب مثالاً من أمثلة.. ومرة عندما تحصل على نصيبها الضريبى فى أرباح القطاع الخاص، دون أن تشاركه ثمن المخاطرة، ودون أن تتحمل شيئًا من خسائره إذا خسر!

الدولة الناجحة فى العالم من حولنا لا تدير ولا تملك، ولكنها تضع القواعد العادلة التى تنظم، ثم تطبقها وتراقب الأداء، وتظل تعيده إلى مساره المحكوم بقواعده كلما انحرف أو انجرف!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس الحديد والصلب درس الحديد والصلب



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 14:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
  مصر اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 10:00 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الفنان المصري عادل الفار داخل أحد مستشفيات القاهرة

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 08:26 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 25 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 17:22 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 07:38 2022 الخميس ,20 كانون الثاني / يناير

أشرف بن شرقي يقترب من الرحيل عن الزمالك

GMT 19:01 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كارثة في منزل رانيا فريد شوقي بسبب الأمطار

GMT 13:06 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

"Ferdinand" يُحقّق 13 مليون دولار خلال 48 ساعة

GMT 02:04 2017 الأحد ,12 شباط / فبراير

إبرام يكشف أن مسرح مصر أعطاه شهرة كبيرة

GMT 22:54 2013 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تأجيل زفاف ابنة أميرة موناكو والمغربي جاد المالح

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon