بقلم : سليمان جودة
استطلاع الرأى الذى جرى فى لبنان حول لقاح ڤيروس كورونا لا يضيف جديدًا من حيث النتيجة التى كشف عنها، بقدر ما يؤكد ما سبقت الإشارة إليه مرارًا فى ملف اللقاح!
الاستطلاع قامت به شركة «الدولية للمعلومات» على مستوى عينة مختارة من اللبنانيين، وتقول نتيجته المعلنة إن 38% منهم يرفضون الحصول على اللقاح، وإن 31% منهم يقبلون، وإن 31% آخرين لايزالون يفكرون ولم يحسموا أمرهم!
ولو جرى الاستطلاع نفسه فى أى دولة أخرى لما كشف عن شىء مختلف.. قد تختلف هذه النسب الثلاث من دولة إلى غيرها، ولكن النسبة الأعلى سوف تظل من نصيب الذين يتشككون فى اللقاح أيًا كان اسمه، وأيًا كانت الشركة التى تنتجه!
وما يقوله استطلاع لبنان ليس سرًا فى كل العواصم لأن بعضها يشهد مظاهرات ترفض ليس فقط اللقاح وتتشكك فيه، ولكنها تتمرد على الإجراءات الاحترازية، وبالذات إجراءات الإغلاق، وتعلن أنها إجراءات ليست لوجه الله ولا حتى لوجه الڤيروس ذاته!
ومما يزيد من شك الكثيرين أن أخبارًا قادمة من الصين تدعم فكرة الشك وتعززها، ومنها على سبيل المثال أن يوم الثامن من فبراير، الذى جرى فيه نشر نتائج استطلاع لبنان، شهد خلو الصين تمامًا من أى إصابات!.. حدث هذا وجرى نشره على الناس من جانب العاصمة بكين، فى الوقت الذى كانت فيه إصابات شتى العواصم حول الأرض لا تُعد ولا تُحصى!
إن ما نجد صعوبة فى فهمه فى هذا الملف اليوم سوف تتكفل الأيام وحدها بالكشف عن إجابات لعلامات استفهام كثيرة فيه، ولكن تبقى مفارقة لابد أن نتوقف أمامها!
هذه المفارقة هى أن ما يجعل أهل العلم يطمئنون فى ملف كورونا هو نفسه الذى يثير شك آحاد الناس.. فالعلماء يطمئنهم أن مختبرات العلم وصلت إلى لقاحات متعددة فى أوقات قياسية، ولكن الناس العاديين فى غالبيتهم يقلقهم إلى حد بعيد أن يكون الوصول إلى لقاحات فى هذه الأوقات القياسية، وعلى غير المعهود مع كل وباء سابق!!.. يقلقهم هذا سواء كان القلق فى محله أو لم يكن.. وهذا بالضبط هو السياق الذى يمكن من خلاله فهم استطلاع لبنان!.