توقيت القاهرة المحلي 09:28:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلاهما خدم البلد

  مصر اليوم -

كلاهما خدم البلد

بقلم: سليمان جودة

كنت أتحدث قبل أسابيع قليلة مع المهندس إبراهيم محلب، فوجدته يتأهب للذهاب إلى المستشفى بسبب عارض صحى أصابه.. وبعدها بأيام، تكلمت معه، فوجدته في المستشفى يقاوم، وفى الحالتين كان الإرهاق باديًا في نبرات صوته، ومع ذلك، كان حريصًا على ألا يخبر أحدًا، وكان متمسكًا بأن يجعل من مرضه أمرًا يخصه وحده ولا يخص سواه.

ولأن محلب رجل مهندس في الأساس، ولأن ملعبه هو الميدان العملى في كل مكان، فما يتعبه ليس المرض في حد ذاته، ولكن يتعبه البقاء في البيت، ويرهقه الاضطرار إلى الانتظار في الفراش، وينال من نفسيته ألّا يظل في مكان العمل يجرى، ويسعى، ويتحرك.

وقد تكرر الشىء نفسه مع الفنان فاروق حسنى، وعرفت بالمصادفة أنه في المستشفى، وأنه ينتظر رأى الطبيب ليخرج على الفور ويغادر.

ولأن فاروق حسنى رجل فنان في الأصل قبل أن يكون وزيرًا، ولأن أداته هي الفرشاة وحدها، فهو يعمل واقفًا بكامل هيئته، ويبدع لوحاته وهو يتحرك أمامها ويتخيلها من قريب ومن بعيد، لعلها إذا اكتملت نالت إعجاب جمهور الفن العريض.

كان في إمكان المهندس محلب أن يسرب خبرًا إلى الصحف، كما يفعل كثيرون إذا أصابتهم نزلة برد، وكان في مقدور فاروق حسنى أن يفعل الشىء ذاته، وكان المحبون لهما في الإعلام مستعدين للنشر والاهتمام. ولكنهما لم يفعلا، وكلاهما فضل أن يواجه الطارئ الصحى بمفرده، وبغير الذهاب إلى ما قد يتصوره بعضنا على أنه استجداء عطف لدى الناس.

ما نعرفه عن محلب أن طبيعته تجعله أبعد الناس عن ممارسة شىء من هذا النوع، وما نذكره عن سنوات فاروق حسنى على رأس وزارة الثقافة أنه رجل صاحب إحساس، وأنه من شدة إحساسه قد عرض الاستقالة من منصبه عدة مرات وفى مناسبات مختلفة، لولا أن صاحب القرار وقتها أثناه عما كان يريده وطلب منه البقاء كما هو في موقع العمل.

كلاهما خدم هذا البلد، وكلاهما فعل ذلك فيما أظن بأمانة وإخلاص، وكلاهما مضى عن المنصب، ثم بقى يعتبر نفسه جنديًّا في موقع الخدمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلاهما خدم البلد كلاهما خدم البلد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon