توقيت القاهرة المحلي 08:07:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهروب بمليون جنيه!

  مصر اليوم -

الهروب بمليون جنيه

بقلم : سليمان جودة

كان كثيرون إلى قبل انتشار كورونا بساعة، يتبرمون من إجراءات السفر فى المطارات، وكانوا يجدون إرهاقاً فى خلع الجاكيت والحزام والساعة والحذاء، للمرور من جهاز كشف الممنوعات، ولم يكونوا يتصورون أن يأتى عليهم يوم يشدهم فيه الحنين إلى ذلك كله، ويستعجلون من أماكنهم عودته، بينما لسان حالهم يقول: اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم!

ولابد أن كل واحد منهم يجلس فى بيته مضطراً الآن، ثم يتأمل الطير فى الخارج تقفز من غصن إلى آخر، وتطير فى السماء وتعلو فى الفضاء، ثم لا يعنيها شىء مما يعنينا ولا تلتفت إليه، ويتمنى حبيس الكورونا لو كان فى مكان ذلك الطائر الذى لا يمنع حركته شىء!

وكنا نسمع عن الحريات الأربع بين القاهرة والخرطوم فى وقت من الأوقات، ثم نستعرضها واحدة وراء أخرى، وندعو إلى العمل بها والحرص عليها طريقاً إلى التقريب أكثر بين البلدين، ولم نكن نتوقف كثيراً أمام حرية التنقل التى كانت واحدة من بين الأربع.. لم تكن هذه الحرية فى التنقل بالذات تستوقفنا، على اعتبار أنها من المسلمات البديهيات، فلما جاء كورونا أثبت لنا بالدليل العملى أنها ليست بديهية كما عشنا نتصور، وأنها ليست من بين المسلمات كما كنا نتخيل!

وكنا نقرأ عن العقاد الذى لم يسافر فى حياته كلها سوى مرات أقل من عدد أصابع اليد الواحدة، منها مرة إلى السودان عندما كان القائد الألمانى روميل على مشارف العلمين فى الحرب العالمية الثانية.. فالعقاد كان قد كتب ضد هتلر، وكان يخشى انتقام الألمان إذا دخلوا القاهرة، ولم يجد أقرب من السودان يذهب إليه، فلما انهزم روميل عاد مطمئناً دون خوف!

وكنا نرى نجيب محفوظ يعيش بين القاهرة والإسكندرية، ولا ننتبه إلى أنه لم يسافر فى حياته سوى مرتين إحداهما الى اليمن، ولم يكن غريباً أنه لما فاز بجائزة نوبل لم يتحمس للذهاب لتسلمها، وأرسل ابنته إلى السويد تتسلم أعلى جوائز العالم نيابة عنه، ولم تفلح الجائزة بجلالة قدرها فى تغيير شىء من عادته التى لازمته فعاش ومات عليها!

وحين فكر فى تغيير عادته كان ذلك على سبيل النكتة.. فلقد تعاقد على نشر أعماله وتقاضى مليون جنيه، فلما سألوه عما كان يراوده فى اللحظة التى حصل فيها على هذا المبلغ للمرة الأولى قال: فكرت فى الهرب به إلى الخارج!.. وكان قد شاع وقتها هروب كثيرين ممن حصلوا على قروض من البنوك بالملايين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهروب بمليون جنيه الهروب بمليون جنيه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon