بقلم : سليمان جودة
نخطئ إذا تصورنا أن السعودية هى وحدها المقصودة بصواريخ الجماعة الحوثية اليمنية وطائراتها المفخخة التى تسقط على المدنيين فى أرض المملكة يوماً بعد يوم!
نخطئ تماماً إذا تصورنا هذا، لأن علينا أن نتذكر أن جماعة الحوثى تعربد فى أرض اليمن، وأن هذه العربدة التى لا تتوقف إنما تجرى عند مدخل البحر الأحمر فى الجنوب.. وبالتالى.. ففى لحظة من اللحظات يمكن لهذه الجماعة غير المسؤولة أن تغلق مدخل البحر، أو تعرقل الملاحة فيه على الأقل.. وساعتها سوف يكون لذلك أثر مباشر على الملاحة فى قناة السويس!
وهل ننسى أن الحوثى يحتجز ناقلة النفط صافر بالقرب من ميناء الحُديدة اليمنى على البحر، ويمنع خبراء الأمم المتحدة من دخولها للقيام بأعمال الصيانة؟!.. وهل ننسى أن تسرب النفط من الناقلة وارد فى أى لحظة وأن ذلك سوف يلوث ماء البحر الأحمر كله؟!
ونخطئ أيضاً إذا تصورنا أن جماعة الحوثى تعمل من دماغها، أو أن الصواريخ صواريخها والطائرات طائراتها.. فالجماعة لا تخفى علاقاتها بإيران.. وليس سراً أن هذه الطائرات والصواريخ قادمة من حكومة المرشد خامنئى فى طهران بشكل مباشر!
ونخطئ للمرة الرابعة إذا تصورنا أن حكومة المرشد تستهدف الخليج عموماً، والأراضى السعودية خصوصاً، فى إطار مواجهة بين الشيعة فى إيران وبين السُنة فى الخليج.. لا.. فالقصة أساسها فُرس وعرب، وليست حكاية الشيعة والسُنة سوى لافتة لإمداد المواجهة بالوقود اللازم!
وعلينا ألا ننسى أن إيران الموجودة عند مدخل البحر الأحمر فى الجنوب، هى نفسها الموجودة عند رأس البحر ذاته فى الشمال من خلال علاقتها المعلنة مع حركة حماس فى غزة على حدودنا المباشرة!
آخر استهدافات الجماعة الحوثية جرى أمس الأول بقذف المدنيين فى مدينة خميس مشيط السعودية، وبعدها صادف الموضوع استنكاراً عربياً شديداً وتنديداً أكثر شدة.. وكان مما قالته الخارجية الإماراتية إن على المجتمع الدولى أن يخرج عن صمته تجاه ما يحدث وأن يمارس مسؤولياته.. والحقيقة أن الرهان على شىء اسمه مجتمع دولى فى ملف الحوثى أو فى أى ملف سواه، هو رهان على وهم كبير.. فما يسمى بالمجتمع الدولى يرى ما تفعله إثيوبيا فى موضوع السد، ويرى ما يمارسه الحوثى، ولكنه لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم.. الرهان هو على أنفسنا كعرب فى ملف الحوثى وفى ملف السد وفى غيرهما.. ولا رهان على طرف آخر!