بقلم : سليمان جودة
لسبب محدد سوف أشير إليه حالاً، أعتقد أن الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، كانت على حق عندما طلبت مساندة أكبر من الإعلام، فى برامج الحماية الاجتماعية التى تستهدف الوقوف إلى جوار الفقراء!.. هذا السبب هو برنامج الدعم النقدى الذى تنفذه الوزارة، وترغب فى توسيع قاعدة المستفيدين منه مع مطلع السنة الجديدة!.
لقد كان مفاجئاً لى أن أعرف من حديث الوزيرة، فى مؤتمر صحفى قبل ثلاثة أيام، أن ١٧٠ ألف أسرة سوف تؤخذ من قوائم انتظار هذا البرنامج، خلال الشهور الأولى من هذه السنة، لتضاف إلى الذين استفادوا من قبل، وأن العدد الإجمالى سوف يصل بعد الإضافة إلى ثلاثة ملايين و٤٠٠ ألف أسرة!.
وبحسبة بسيطة نكتشف أن عدد المستفيدين من البرنامج ١٣ مليون مواطن تقريباً، إذا افترضنا أن كل أسرة مستفيدة تتكون من أربعة أفراد.. وهذا افتراض خيالى بالتأكيد، لأن الأسرة إذا تكونت من هذا العدد المثالى، فلن تكون فى الغالب فى حاجة إلى مساعدة نقدية ولا عينية!.
وبالتالى.. فيمكن تخمين العدد المستفيد، ويمكن المجازفة بالقول إنه يكاد يشارف حدود العشرين مليون مواطن، ويمكن الآن أن أعود إلى السبب الذى أشرت إليه فى أول هذه السطور، وقلت إنه يبرر مساندة إعلامية أوسع، لما تقوم به التضامن الاجتماعى من جهد فى مجالها!.
فهذا برنامج واحد يصل عدد مستفيديه إلى هذا الرقم.. فما بالنا ببرامج أخرى تنفذها الوزارة نفسها، وتريد من خلالها الوصول إلى أكبر عدد من الذين يستحقون دعم الدولة وينتظرونه مع كل صباح؟!.
من بين هذه البرامج.. مثلاً.. برنامج «تكافل وكرامة» الذى يظل واحداً من برامج أخرى للحماية الاجتماعية، كان الرئيس قد أشر بالبدء فيها، مع انطلاق الإصلاح الاقتصادى قبل ثلاث سنوات!.
ومن بينها برنامج «نور حياة»، الذى وضع لنفسه طموحاً منذ البداية، هو الانتهاء فى مدى زمنى محدد، من الكشف على عيون تلاميذ المرحلة الابتدائية، وتوفير مليون نظارة لمليون تلميذ!.. وبرنامج «عنيك فى عنينا»، الذى أنجز الكثير هو الآخر فى اتجاه العناية الصحية بحالة العين لدى الكبار!.
والقائمة طويلة وفيها برامج أخرى، ولكن برنامج الدعم النقدى يظل هو أكبرها، وتظل كلها فى حاجة إلى أن تتركز عليها الكاميرات كلما كانت هناك مناسبة، لعل الأمل لدى الناس يغلب ويتغلب على ما عداه!.
فإذا سألتنى عن برنامج بين هذه البرامج جميعاً لم أذكره، ويستحق أن يكون أولى بالرعاية فى الوزارة، فهو برنامج «فرصة» الذى نشأ فى الأصل لينقل كثيرين من منتظرين للدعم إلى حاصلين على فرص عمل!.. ففرصة العمل هى أفضل ما يمكن أن تقدمه لأى إنسان!