توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بالذوق.. أو بالعافية!

  مصر اليوم -

بالذوق أو بالعافية

بقلم سليمان جودة

أبحث دون جدوى عن أثر لكلام الرئيس، حين كان لايزال مرشحاً رئاسياً، عن أن اقتصاد البلد لا يمكن أن يقوم على القروض، والمنح، والإعانات!

وأبحث دون جدوى أيضاً عن كلام الرئيس قبل عدة أشهر عن أننا لن نحصل على دولار واحد قرضاً من أى جهة دولية، إلا إذا تأكدنا أولاً ومسبقاً، من أننا قادرون على السداد عندما يأتى أوانه!

أبحث عن هذا كله دون جدوى، وأنا أقرأ مع غيرى نبأ اقتراض 460 مليون دولار من مؤسسة التمويل اليابانى «جايكا» لاستكمال أعمال المتحف الكبير!

وإذا لم تكن قد انتبهت إلى حجم القرض، فأرجوك أن تعيد قراءته مرة أخرى، لتكتشف أنه يوازى خمسة مليارات جنيه تقريباً، إذا حسبنا الدولار بسعر البنك المركزى، فإذا حسبناه بسعر السوق الموازية، كان علينا أن نضرب الرقم بالجنيه فى اثنين!.. يعنى عشرة مليارات جنيه هى حجم قرض واحد!

وفى التفاصيل، أن فترة السماح فى السداد سبع سنوات، وأن سداده سيكون على 25 سنة، بفائدة 1.4٪!

ولو أنت ناقشت أحداً من مسؤولينا، ممن وقّعوا على القرض، فسوف يزف إليك فرحته بأن نسبة الفائدة هذه تظل معقولة جداً، ومقبولة للغاية، ثم ينسى المسؤول نفسه أن الفائدة على الدولار لا تتعدى النصف فى المائة فى أى بنك، وأنها أحياناً تكون زيرو!.. بما نفهم منه أن نسبة الفائدة التى يراها مسؤولونا معقولة ومقبولة، إنما تمثل كنزاً بالنسبة لصاحب القرض، لأنها فى النهاية ثلاثة أضعاف ما سوف يحصل عليه من فائدة، لو وضع المبلغ ذاته فى البنك!

مَنْ بالله سوف يسدد هذه المليارات الخمسة أو العشرة من الجنيهات، عندما يأتى أوان سدادها.. ومن أين؟!

فالمؤكد أن أى مسؤول، ممن وضعوا توقيعهم الكريم عليها، لن يكون موجوداً فى الحكم وقتها، وبالتالى، فإن المسألة المتعلقة بالسداد.. من أين.. وكيف.. لا تعنيه بالمرة!

يبدو أن دولاً بعينها، حول العالم، قد أخذت بالها من شهيتنا المفتوحة هذه الأيام على آخرها، للاقتراض، من أى جهة، وبأى مبلغ، فجاء ممثلو تلك الدول، يطرقون بابنا، ويعرضون مئات الملايين، وأحياناً المليارات.. أما المصريون الذين سوف يسددون القروض المنهمرة عليهم كالمطر، فالله وحده هو الأعلم بحالهم، وقت أن يكون عليهم أن يسددوا بالذوق، أو بالعافية!.. وأظنك تعرف معنى «العافية» إذا ما تعلق الأمر بسداد دولة لقرض مستحق عليها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بالذوق أو بالعافية بالذوق أو بالعافية



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon