توقيت القاهرة المحلي 08:38:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في مدينة الذهب!

  مصر اليوم -

في مدينة الذهب

بقلم : سليمان جودة

الفكرة فى مدينة الذهب، التى طلب الرئيس إنشاءها وفق معايير محددة، وحسب مواصفات معينة، هى فكرة جديدة تمامًا.. ولأنها كذلك.. فهى فى حاجة بالتالى إلى أن تنشأ مستوفية عناصرها كلها، وأن تقف فوق أرضية صلبة منذ البداية، فلا ينقصها شىء حين تتجسد أمامنا فى النور!

وهذا ربما هو الذى استفز الدكتور عادل الديب، خبير إدارة الأزمات، عندما تناولتُ المدينة وفكرتها فى هذا المكان قبل أيام، فكتب- فى رسالة جاءت منه- يقول إن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وإنه عندما طالع تفاصيل التوجيه الرئاسى بإنشاء هذه المدينة الفريدة، تمنى لو أنها ضمت فى داخلها ما لابد منه فيها، وتمنى لو أنها استوفت داخلها ما لا غنى عنه فى بنيتها، وإلا فإنها ستظل تعانى نقصًا فادحًا فى تكوينها!

الرسالة تقول إن سبائك الذهب المصرية تذهب إلى كندا، بعد صبها، من أجل الحصول هناك على ما يسمى «المعايرة أو الدمغ»، الذى بدونه لا يعترف العالم بمثل هذه السبائك عندنا، ولا يعتبرها ذهبًا!

ولذلك.. فلا شىء سوف يجعل مدينة الذهب مكتملة الأركان إلا التخطيط منذ البداية فيها لمعمل دمغ يجعل السبيكة المصرية مساوية لأى سبيكة أخرى فى أى عاصمة، من حيث المواصفات التى لا بديل عن أن تتوافر لها!.. صحيح أنه معمل مكلف فى إنشائه، ولكن عائده سيزيد مع مرور الوقت لأنه سيتكفل بعد الانتهاء منه بدمغ الذهب هنا، ومعه ذهب السودان وإثيوبيا، ومعهما ذهب إفريقيا أيضًا!

ولتقريب الصورة أكثر.. فإن معمل دمغ الذهب يشبه معامل تسييل الغاز، التى لما نشأت على أرضنا تكفلت بتسييل الغاز المصرى ومعه غاز عدد من الدول فى المنطقة، وأصبحت تمثل ميزة نسبية تمتلكها القاهرة بين العواصم من حولها فى الإقليم!

إن إنشاء مدينة للذهب فى البلد معناه الرغبة فى توطين صناعة الذهب على أرضنا، ولكن هذا سوف ينقصه الكثير جدًا فى غير وجود معمل الدمغ لأننا فى غيابه سوف يكون علينا أن نتحمل تكلفة شحن سبائك الذهب إلى كندا، مع تكاليف تأمينها، إلى جانب تكلفة باقى النثريات!.. والقصة شبيهة بالرغبة فى توطين صناعة السيارات الكهربائية، التى لا يمكن توطينها إلا بمركز لأبحاث وتصنيع بطارياتها!

فكرة معمل الدمغ التى يقترحها الدكتور «الديب» أقدمها إلى المهندس طارق الملا، وزير البترول، الذى أظن أنه سوف يتحمس لها بحكم أنه المسؤول عن إنشاء المدينة، وبحكم أن نجاحها محسوب فى ميزانه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في مدينة الذهب في مدينة الذهب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 04:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
  مصر اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon