بقلم : سليمان جودة
تلقيت من الدكتور أحمد عكاشة، عالم النفس الكبير، نسخة من ڤيديو يجرى تداوله هذه الأيام، عما كانت إدارة باراك أوباما تجهزه للمنطقة العربية طوال ثمانية أعوام لها فى البيت الأبيض!
والحقيقة أنى تذكرت شيئين اثنين، حين شاهدت الڤيديو الذى يبدو منه، وكأن إدارة أوباما تتعامل مع حجر وليس مع بشر على أرض هذه المنطقة!
الشىء الأول أن أوباما خدعنا، كما لم يخدع أحداً قبلنا، عندما وقف يخطب فى جامعة القاهرة منتصف ٢٠٠٩.. وكان قد بدأ خطابه بإلقاء السلام على الحاضرين.. وكنت بينهم.. باللغة العربية المكسرة، كما يفعل أى خواجة يرغب فى دغدغة مشاعرنا.. وكانت المفارقة الصادمة بعدها أنه لم يكن يحمل أى سلام للمنطقة، وأنه قد جاء خطيباً فى أعرق جامعات العرب، بينما يحمل فى جيبه، فى اللحظة ذاتها، مخطط التقسيم الذى جرى اعتماده فى أغسطس من العام التالى، حسب الڤيديو المتداول بالصوت والصورة!
كيف انطلى علينا كلامه المعسول فى الجامعة، وكيف فاتت علينا نواياه المخُبأة، وكيف لم ننتبه إلى حقيقة ما كان قد جاء يمهد الطريق إليه، وكيف استقبلنا خطابه فينا ونحن أقرب إلى المخدرين منا إلى أى شىء آخر؟!.. الحقيقة أنه إذا كان هناك لوم يقع، فإنه يقع علينا نحن، لا عليه هو مهما ساءت نواياه نحونا!
والشىء الثانى الذى تذكرته أن هيلارى كلينتون، التى تولت وزارة الخارجية معه خلال فترته الرئاسية الأولى، قد أصدرت مذكراتها بعد رحيلها عن المنصب!.. وفيها تقول عبارة واحدة تلخص كل ما جاء فى الڤيديو من أفكار شيطانية!.. قالت فى كتابها إنهم فى إدارة أوباما قد بحثوا عن شخص يتكلمون معه حول تصورهم لشكل المنطقة فى المستقبل، وإن هذا الشخص الذى تحدثوا معه اسمه رجب طيب أردوغان، وإن الحديث معه كان يجرى بالتوازى مع شخص آخر اسمه على خامنئى مرشد الثورة فى طهران!
هذا ما تقوله دون مواربة، ودون خجل من نفسها، وبغير حياء من مواطنين عرب بمئات الملايين يخصهم حديث إدارتها مع الشخصين! ما فاتها وفات إدارة الخواجة الأسمر أن هؤلاء المواطنين العرب إنما هُم بشر، وليسوا من الحجر بالتأكيد.. ولأنهم كذلك.. فإن عندهم الحد الأدنى من الإرادة التى لن تقبل بخامنئى كفيلاً.. ولا بأردوغان