بقلم : سليمان جودة
يلفت الانتباه فى الإعلان الثنائى عن وقف إطلاق النار فى ليبيا، أن القيادة العامة للجيش الوطنى الليبى لم تكشف عن موقفها من القرار، وأنها كانت مجتمعة إلى ما بعد الإعلان بساعات، ربما على سبيل دراسة الأمر من شتى جوانبه، وصولاً إلى الكشف عن موقفها فى النهاية! قرار الوقف جرى إعلانه بالتزامن بين عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب المنتخب، الذى يتخذ من شرق البلاد مقراً له بالقرب من الحدود معنا، وبين فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق، التى تتخذ من غرب البلاد مقراً لها بالقرب من الحدود مع تونس والجزائر!
ويلفت الانتباه أكثر أن السراج توجه بالشكر إلى الرئيس السيسى، لجهوده فى إحلال الأمن والسلام على أرض ليبيا!
وظنى أن قرار وقف إطلاق النار إذا كان يشكل تطوراً إيجابياً على حدودنا، فالشكر الذى توجه به السراج للرئيس يمثل تطوراً إيجابياً أكبر رغم أنه أمر عابر!
هو تطور إيجابى أكبر لأنه يمكن أن يمثل ثغرة أمامنا فى جبهة الغرب التى يقودها السراج، والتى جلبت أردوغان بميلشياته إلى الأراضى الليبية.. ثغرة فى اتجاه فتح خط من التواصل مع حكومة الوفاق بهدف محدد، هو إخراج تركيا من هناك، ومنعها من تثبيت أقدامها فى الغرب الليبى بأى طريقة!.. وبالطبع فإخراج الأتراك مسألة ليست بهذه السهولة.. غير أن نقطة البداية فى هذا الطريق هى التواصل مع السراج، ثم إقناعه بأن مصالحه ومصالح بلاده مع القاهرة، وليست بالتأكيد مع أنقرة!
وإذا افترضنا أن اليوم الأحد هو أول أيام وقف إطلاق النار عملياً، فالأهم هو اليوم التالى، لأنه اليوم الذى سيكون فيه على كل الأطراف.. باستثناء تركيا.. تنظيف ليبيا من الميلشيات والمرتزقة الذين أرسلهم أردوغان واستقبلتهم حكومة الوفاق على مدى أسابيع!
اليوم التالى هو الأهم لأن كل الأطراف.. باستثناء تركيا أيضاً.. سوف تستيقظ فيه على أن بقاء مرتزقة الرئيس التركى وميليشياته فى مواقعهم خطر بالغ على الجميع!