بقلم : سليمان جودة
نشرت وكالة الأنباء الفرنسية صورة من داخل الأراضى السورية، ثم كتبت تحتها هذا التعليق: عربة عسكرية أمريكية تحرس حقل نفط الرميلان شمال شرق سوريا!.
وقد رأت صحيفة الشرق الأوسط التى تصدر فى لندن، أن هذه صورة تستحق أن تظهر فى الصفحة الأولى فوضعتها فى صدر الصفحة، وكانت على حق فى اختيارها طبعاً وفى قرار نشر الصورة، ولم تشأ أن تضيف شيئاً على تعليق الوكالة، فهو وحده رغم قلة عدد كلماته يكفى للتعبير عن المعنى ويزيد!.
وإذا كانت القاعدة المستقرة فى الصحافة عموماً، أن الصورة هى بألف كلمة، فهذه الصورة من بين الصور التى تنطبق عليها القاعدة الشهيرة دون شك!.. إنها صورة بألف كلمة وربما بأكثر، لأنك لو كتبت مقالاً من ألف كلمة عما يهم الولايات المتحدة الأمريكية فى سوريا، فلن تستطيع بالكلمات الألف أن تعبر عما يهم واشنطن هناك كما عبرت هذه الصورة!.
ذلك أن الإخوة السوريين إذا تصوروا فى ذروة المعاناة التى يعيشونها منذ انطلق فى المنطقة ما يسمى الربيع العربى، أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترمب يهمها أن تقف إلى جوارهم، وأن تنصفهم فى مواجهة ما تتعرض له الأراضى السورية، فسوف يكون تصوراً خاطئاً من جانبهم بالتأكيد، وكذلك الحال لو ذهب بهم الخيال إلى التصور نفسه حول إدارة الرئيس السابق باراك أوباما!.
ولو تصوروا الأمر ذاته بالنسبة للوجود الإيرانى هناك، أو الروسى، أو حتى التركى الذى فكك مصانع حلب وأخذها إلى بلاده، فسوف يقعون فى ذات الخطأ!.
إن إدارة ترمب يهمها النفط ولا شىء سواه كما تقول الصورة المنشورة، والرئيس الروسى بوتين يريد النفط أيضاً ومعه قواعد عسكرية أنشأها فى البر وفى البحر، وهذا أمر لا يخفيه هو فى كل الأحوال، وتريد حكومة المرشد الإيرانى بدورها مساحة مضافة من النفوذ السياسى لها فى المنطقة، ويريد العثمانى أن يطارد الأكراد فى الشمال السورى حتى لا يفكروا فى الاقتراب من حدود بلاده، فضلاً عن أن يفكروا فى إقامة دولة كردية على الحدود!.
ما يهم الإخوة السوريين بالفعل لا يهم أحداً من هؤلاء المتصارعين على أرض سوريا، التى لن يعيد الشىء فيها الى أصله إلا السوريون!.